السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دكتوري الفاضل: لدي مشكلة تحرجني كثيرا، فأنا أعاني من مشكلة صحية، وفي كل مراجعة للمستشفى أعاني من التوتر قبل الذهاب بيوم، فلا أستطيع النوم، وعند مراجعة الدكتور يستغرب من سرعة النبضات، وعند الكشف السريري ترتجف يدي، تلك الأعراض تراودني وأنا بالمستشفى الذي أراجع به فقط، أما بقية المستشفيات فالأمر طبيعي، فما هو الحل؟
مشكلتي الصحية التي أعاني منها، هي وجود ورم حميد صغير بالغدة النخامية، كشفته الدكتورة بطريقة مستفزة جدا، فبعد الفحص أخبرتني بوجود ورم في الرأس، وقالت: انزلي لعمل الأشعة، وأنا لا أدري ما نوع الورم هل هو حميد أم خبيث؟ بعد ذلك ذهبت للمراجعة عند دكتور آخر، طمأنني وشرح لي الحالة، وأقصد بأنه وضح نوع الورم -الحمد لله-.
لا أعاني من الخوف والأعراض السابقة عند مراجعة المستشفى للمشاكل الصحية الأخرى، مثل نقص فيتامين (د)، والمشاكل العادية، أذهب إلى المستشفى لوحدي دون مشاكل، تراودني الأعراض فقط عند مراجعة طبيبي للاطمئنان والكشف.
عندما تراودني الحالة أحاول ضبط نفسي، لكنني لا أستطيع، أنحرج كثيرا بسبب رجفة اليدين، لم أفهم حالتي هل هي رهاب اجتماعي؟ علما أنني جريئة بالاجتماعات، وفي أيام الجامعة كنت حلقة الوصل بين الطالبات والدكاترة، وفي اجتماعات مشروع التخرج كنت أنا المتحدثة، فهل يعقل بأنني أعاني من الرهاب؟ كل مخاوفي حول سماع خبر عن مشكلة صحية.
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ يارا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، من الواضح أن لديك ميولا للقلق وللتوترات، لذا ينشط الجهاز العصبي اللاإرادي لديك، مما يزيد من تسارع نبضات القلب، وقابليتك للخوف أيضا ينتج عنها إفرازا شديدا لمادة الأدرينالين، وهذا قد ينتج عنه الارتجاف في الأطراف كما تفضلت.
أنا لا أرى أنك تعانين من رهاب اجتماعي عام، الذي تعانين منه هو نوع من الخوف الظرفي، أي مرتبط بمكان معين، وهذه الظاهرة معروفة، وهي ظاهرة بسيطة جدا، فالخوف الظرفي أو الرهاب الظرفي يعالج من خلال تحقير فكرته، وأن تعرضي نفسك لمصدر الخوف دون وجل، تكثرين تماما من الذهاب إلى نفس المكان وبعقلية متفائلة ومنفتحة، وتحقير تام لموضوع الخوف، هذا هو العلاج الأساسي.
سوف يساعدك كثيرا تناول عقار إندرال، الإندرال، دواء رائع جدا في كبح تسارع ضربات القلب، والشعور بالتلعثم، أو الرجفة، وهو دواء بسيط جدا لا يحتاج أن تستمري عليه لمدة طويلة، الشيء الوحيد أن هذا الدواء لا يسمح باستعماله بالنسبة للذين لديهم ربو أو حساسية في الصدر، والجرعة المطلوبة في حالتك هي 10 مليجرام صباحا ومساء، وهذه جرعة صغيرة جدا، ولتدعمي نفسك أكثر حين تذهبين للمستشفى تناولي 20 مليجرام بدل 10 مليجرام، ساعتين قبل الذهاب، وهذا سوف يجعلك -إن شاء الله تعالى- في غاية الاسترخاء والراحة، بشرط أن تأهلي عقلك وتفكيرك ومزاجك للذهاب إلى المستشفى.
والتغير الفكري مهم، ناقشي نفسك، اطرحي على نفسك أسئلة، لماذا أخاف هذه المستشفى؟ لقد جعلت لعلاج الناس ولفائدة الناس، وكل الناس تذهب إليها كبار السن الأطفال وغيرهم، فادخلي في شيء من الحوار مع نفسك، هذا سوف يساعدك وأنت –الحمد لله تعالى- كما ذكرت أنك اجتماعية، وليس لديك خوف اجتماعي عام.
تطبيق التمارين الاسترخائية أيضا سيفيدك كثيرا، إسلام ويب أعدت استشارة تحت الرقم (2136015)، أرجو أن تطلعي عليها، وأن تطبقي التمارين الواردة بها، و-إن شاء الله تعالى- سوف تفيدك كثيرا.
موضوعك بسيط وبسيط جدا، فتجنبي التجنب واقتحمي هذا الخوف، واتبعي ما ذكرته لك من إرشاد و-إن شاء الله تعالى- تجني ثمار ذلك بصورة إيجابية.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.. وبالله التوفيق والسداد.