السؤال
السلام عليكم
زوجتي تعاني من اكتئاب نفسي حاد يصل إلى مرحلة إصابتها بارتجاف في الأطراف (الأيدي والأرجل)، وقلق في النوم، وتكسير أغراض المنزل، ورغبة في الخروج من المنزل والبقاء لوحدها، والغياب عن الوعي وعدم إدراك من حولها حتى أطفالها، والشك في كل شيء حولها حتى زميلاتي في العمل، والتفكير الكثير في أشياء ليست مهمة، والاعتقاد بأنها سوف تؤذي نفسها بآلة حادة، وكره صديقاتها وعدم الرغبة في التواصل معهن من غير أية أسباب.
عانت من طفولة شرسة، ومشاكل تصل لحد الضرب بين الأم والأب، وأخ قاس يضربها باستمرار على الصغيرة والكبيرة، ووفاة أحب الأقربين لديها (الخالة) وهي في طور المراهقة، لا تمارس الرياضة، وغير منتظمة في صلاتها، وضعيفة الإيمان.
قمنا بزيارة الطبيب النفسي من قبل، وأخذت العلاج ليوم واحد وتركته اعتقادا منها بأنه بوابة الجنون، وأنه سوف يضرها أكثر من نفعها.
الرجاء الإفادة ولو بوصفة طبية، وتشخيص الحالة، ومدى خطورتها.
وجزاكم الله خير الثواب.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله تعالى لزوجتك الكريمة العافية والشفاء.
مركب الأعراض الذي تعاني منه -الفاضلة زوجتك- قد لا يشير فقط إلى الاكتئاب النفسي، نعم هنالك أعراض اكتئابية كما تفضلت، أعراض حادة، تؤدي إلى الارتجاف في الأطراف، واضطراب النوم، هذا أيضا قد يكون جزءا من هذا الاكتئاب، لكن تكسير أغراض المنزل، والرغبة في الخروج من المنزل، والبقاء لوحدها، وعدم الإدراك، والغياب عن الوعي، وكذلك الشك في كل من حولها هذا قد لا يكون من جوهر أعراض الاكتئاب، ربما يكون مؤشرا لعلة أخرى تتعلق بشخصيتها، أو أنها تعاني من حالة من أمراض الظنان.
فيا أخي الكريم: هذا يتطلب أن يعاد تقييمها بواسطة الطبيب، نعم قد تجد صعوبة في أن تأخذها للطبيب، لكن إن شاء الله بشيء من المرونة والتودد إليها يمكن إقناعها أن تذهب إلى الطبيب من أجل التقييم.
لا شك أن المشاكل والصعوبات التربوية في الطفولة لها انعكاساتها السلبية فيما يتعلق بالصحة النفسية في وقت لاحق، وكذلك وفاة الأقربين، لكن لا نقول دائما أنها قد تكون مسببا أو عاملا لظهور الأعراض النفسية.
أنا أرى أن الذهاب بها إلى طبيب مهم، ومهم جدا، وإن رفضت أرجو أن تذهب أنت لنفس الطبيب الذي ذهبت إليه فيما مضى، وتعرض عليه هذه الأعراض، وسوف ينظر في سجلاتها القديمة -أي مراجعتها السابقة– ومن ثم يتخذ قرار العلاج، والطبيب قد ينصحك مثلا بإعطائها نوعا معينا من الحقن، وهنالك أدوية أيضا يمكن إعطاؤها للمريض دون علمه، لكن هذا يتطلب موافقة ولي الأمر، وفي هذه الحالة قطعا أنت ولي أمرها.
هذه كلها وسائل علاجية، فيا -أخي الكريم- حاول معها، وإن شاء الله تنجح هذه المحاولة وتقنعها بأن تذهب إلى الطبيب، وإن فشل كل ذلك فعليك أن تذهب أنت إلى الطبيب الذي قام بفحصها فيما مضى، ومن ثم يمكن وضع الخطة العلاجية لها.
ولا تنزعج لقولها أنها لن تأخذ الأدوية، وأنها تناولتها ليوم واحد اعتقادا منها بأن هذه بوابة للجنون، وأن الدواء سوف يضرها، كثير من المرضى يتشككون حول الأدوية ويوسوسون حولها، وفي نهاية الأمر يتناولونها، وحين يتحسن المريض من خلال تناول الدواء بعد ذلك تقوى قناعته جدا بالعلاج، ويستمر عليه بصورة منتظمة، ليجني فائدته العلاجية الكلية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.