السؤال
السلام عليكم..
الدكتور/ محمد عبدالعليم:
خلال إطلاعي على موقعكم المبارك اتضح لي أني مصاب بمرض الرهاب الاجتماعي، الخوف من لقاء الأصدقاء والتكلم معهم، وعدم الرغبة في حضور المناسبات، والشعور أن الناس تنظر إلي عندما أخرج من البيت، أو أتسوق، فأسرع بالرجوع إلى البيت.
أعتقد أن الرهاب يولد القلق والكآبة، علما أن هذه الأعراض تصيبني كل أسبوعين، وغير ذلك فأنا طبيعي 90% في الأوقات الأخرى، ولا أتناول أي أدوية.
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في استشارات الشبكة الإسلامية، أخي الكريم ما ذكرته من أعراض بكلياته فيشير على أنك تعاني من درجة بسيطة جدا من القلق أو الرهبة الاجتماعية، وحالتك بسيطة لأنه -وبفضل من الله تعالى- حياتك لم تتعطل، نعم أنت تعاني بعض الشيء في المواقف الاجتماعية التي تتطلب المواجهات، لكنك لم تتوقف عن هذه المواجهات، ولم تتجنب، وهذا أمر جيد، وأقول لك أن هذه الحالات يمكن أن تعالج علاجا ممتازا وبكل بساطة.
أولا: الخوف الاجتماعي ليس ضعفا في الشخصية أو قلة في الإيمان أبدا، هو خوف مكتسب، ربما يكون مررت بظرف ما في حياتك، كنت فيه عرضة للخوف، في أيام الطفولة، أو بعد ذلك، وهذا ترسخ في كيانك الوجداني، وأدى إلى ظهور هذا الخوف.
العلاج -أخي الكريم-: يجب أن تقتنع بمبدأ أن الشيء المتعلم المكتسب يمكن أن يفقده الإنسان من خلال ما نسميه بالتعليم المضاد، أي أن هذا الخوف ليس أمرا متأصلا فيك، لم تولد معه أو يولد معك، إنما اكتسبته، ولذا يجب أن تفقده، وتفقده من خلال أن تشن عليه حربا شديدة، أن تصمم وأن تعزم أن الخوف والرهاب الاجتماعي لن يكون جزءا من حياتك، هذا مهم جدا.
والأمر الثاني: أن تصر على المواجهات، وتكثر من المواجهات، حين تواجهه سوف يزداد عندك القلق، وهذه ظاهرة ممتازة جدا، وحين تستمر في هذه المواجهات وتصر عليها بعد ذلك سوف تحس أن مستوى الخوف والرهبة قد أصبح بسيطا جدا، أو انعدم تماما، فالمواجهة مع عدم التجنب هي العلاج الأساسي.
والحمدلله تعالى نحن مجتمعنا مجتمع مسلم مترابط، وهذه تتيح لنا حقيقة أن نعالج الرهاب الاجتماعي من خلال تطبيقات عملية في مجتمعنا، الصلاة في المسجد، والصلاة خلف الإمام على وجه التحديد، أنا أراها علاج ناجع جدا للخوف الاجتماعي، فيا أخي الكريم أحرص على هذا، أن تشارك الناس في مناسباتهم، أن تلبي الدعوات، الأفراح، العزائم، أن تمشي في الجنائز، أن تزور المرضى في المستشفيات، أن تمارس أي نوع من الرياضة الجماعية ككرة القدم مثلا مع بعض الأصدقاء، هذه كلها -يا أخي الكريم- سبل علاجية متوفرة في مجتمعنا، وتفيدنا في أشياء كثيرة.
أضف إلى ذلك أن بناء النسيج الاجتماعي والتواصل الاجتماعي هو أمر أصيل في تطوير مهاراتنا وبناء شخصيتنا، والشخص الذي لديه علاقات اجتماعية جيدة خاصة مع الصالحين من الناس تجده دائما مطمئن النفس وسعيد، فيا أخي الكريم أحرص على هذا الأمر، زيارة الأرحام خاصة كبار السن منهم هذه فيها نوع من التعريض الاجتماعي، الذي يعالج المخاوف تماما، ويكافئ الإنسان داخليا حين يقوم بحضور المحاضرات الندوات المشاركة في النقاشات.
أخي الكريم: حتى إذا حييت أحد أخوتك بتحية الإسلام، وتبسمت في وجهه، أو رددت له التحية بأفضل منها، هذا علاج عظيم للخوف الاجتماعي، فالحمدلله تعالى العلاج متوفر وبسيط جدا، أضف إلى ذلك أنه -بفضل من الله تعالى- توجد أدوية ممتازة، وإذا تمكنت أن تذهب إلى طبيب نفسي فهذا أمرا جيد إذا لم تتمكن هنالك دواء ممتاز يعرف باسم زيروكسات، أريدك أن تبدأ في تناوله بجرعة نصف حبة 10 مليجرام يوميا لمدة 10 أيام، ثم اجعلها حبة كاملة 20 مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم اجعلها 40 مليجرام أي حبتين يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اخفضها إلى حبة واحدة يوميا لمدة 3 أشهر، ثم نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.
وللفائدة راجع العلاج السلوكي للرهاب: (269653 - 277592 - 259326 - 264538 - 262637).
أسأل الله لك الشفاء.