السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا البنت الكبرى في الأسرة، أخي عمره 17 سنة، ابتلاه الله بالتدخين، رغم محاولاتنا مرارا وتكرارا في سبيل إصلاحه، ولكن دون جدوى، اكتشفت مؤخرا قطعة حشيش في غرفته، ولا أعلم ما الحل؟ لا أستطيع إخبار والدي لأنه عصبي جدا، ولن يقوم باحتواء الموقف بل سيزيده سوء، علما أن أخي إنسان لطيف، ومحبوب من الجميع، وطيب القلب، يحب العمل، مجتهد ومميز، وعقله جيد، ويقوم بأعمال المنزل بلا كلل ولا ملل، لكن لديه صحبة سيئة أثرت عليه.
حاولنا إبعاده عنهم مرارا، ولكن بلا فائدة، أرجوكم أريد الحل، احترت أنا وأمي كثيرا، وليس لنا سوى الله -عز وجل- ثم أنتم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة .. حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عد:
الأخت الكريمة: أخيك في سن صغيرة، سبعة عشر سنة، وهذا السن عادة يبدأ فيها الشباب في تجربة هذه الأشياء ومن ضمنها التدخين والحشيش وهذه الأشياء، ويكون ضغط الأقران والقرناء أقوى من ضغط المنزل.
المهم أنت ووالدتك تحتاجان أول شيء إلى: التعامل مع هذا الأمر بحكمة، وطالما أخيك إنسان لطيف – كما قلت – ومتفهم فيجب عليك أنت ووالدتك أولا: أن تعرفا هل هو الآن منغمس في تعاطي هذا الشيء بالذات الحشيش، أم استعماله غير منتظم، وهل بجرعة كبيرة أم لا؟
والشيء الآخر: تقديم النصح له، بأن هذا سيؤثر عليه وعلى مستقبله.
تقربا منه أكثر، حاولا أن تشركوه معكم كأسرة، والشيء المهم: دائما تنبيهه للأفعال التي صارت تأتي منه، مثلا الآن: إذا كانت هناك أي تغيرات سلوكية، في طريقة النوم، في طريقة الأكل، في العلاقات العائلية، في مستواه الدراسي، فيجب عليكم التركيز على هذه الأشياء، التركيز على التغيرات السلبية التي حصلت له.
اتركاه لفترة المواجهة فيما وجدتماه، دائما ركزا على التأثيرات السلبية التي حصلت معه، فسوف يبدأ في فتح قلبه والاعتراف لكما، وبعد ذلك إذا رأيتما أن هذا الشيء يحتاج إلى تدخل آخر فيجب أن تذهبا به إلى مركز معني بعلاج سوء استخدام هذه المواد، أرى مهما كان والده عصبيا، فيجب أن تخبراه في مرحلة من المراحل، وأن يعرف ذلك هو، أنكما لن تستطيعا أن تخفيا هذا عن والده لفترة طويلة، إما أن ينصلح حاله من نفسه ويتجاوب معكما في العلاج والتوقف، أو أن تخبرا والده، لأن في النهاية هو والده ويهمه أمره.
وفقكما الله وسدد خطاكما.