عندما أشاهد فلماً سعيداً أحزن إذا انتهى وأحزن أكثر إن كان حزيناً

0 117

السؤال

السلام عليكم.

أنا بعمر 20 سنة، طالب جامعي، والحمد لله، لدي مشكلة نفسية أريد أن أعرف سببها، وهي: عندما أشاهد (أنمي) أو فلما، أتأثر بذلك، ولن أكذب إن أخبرتكم أني أحزن وأبكي غالبا، أعيش اللحظة التي أشاهدها، كأني في ذلك المشهد، وربما أبالغ في ذلك لكن هي الحقيقة، حتى إني أقلعت عن المشاهدة.

أنا يتيم الأب، وعشت طفولتي بدون أب، وأنا مسلم والحمد لله، وأمي مسلمة، أنا من عائلة أجنبية أغلبها كفار مشركون، والحمد لله الذي هداني للإسلام، وأكبر نعمة أصرف بها وحشتي هي القرآن.

عندما أشاهد الأنمي أو الفلم، لو كانت نهايته سعيدة أحزن، لأني كنت أعيش اللحظات السعيدة، وحين ينتهي أحزن لأني أريده أن لا ينتهي، ولو كان الأنمي أو الفلم حزينا أحزن أكثر.

أنا أرى الأمور بمنظور مختلف، وبمشاعر مختلفة، فمثلا أنمي سيف النار، الكل يشاهده على أنه أنمي قتالي، لكن أنا أرى أنه أنمي حزين، فقد زوجته، وكل من في الأنمي من أصدقائه ماتوا، وهكذا، فأنا أحاول الشرح لتفهموا ما أعاني منه! وهذا الأمر يزعجني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وليد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأقول لك: الحمد لله تعالى الذي أنعم عليك بنعمة الإسلام، هذه نعمة عظيمة، فاسأل الله تعالى أن يثبتك على المحجة البيضاء، وتكون بخير وعلى خير.

أيها الفاضل الكريم، الذي تمر به هو شيء من سرعة التأثر، ويعرف أنه في سن اليافعة والشباب، كما أنت عليه قد يكون الإنسان سريع التأثر جدا، خاصة هذه المشاهدات وهذه الأفلام قد تجتذب الإنسان كثيرا، وينقلها إلى واقعه، ويتعايش معها، وتصبح جزءا من كيانه ووجدانه، ومن ثم إن كانت الأمور سعيدة يود استمرريتها، وإن كانت قد انتهت بصورة حزينة يحزن لذلك كثيرا، هو نوع من التأثير أو التماهي أو الانجذاب الوجداني.

أيها الفاضل الكريم، الأمر في غاية البساطة، يجب أن تقلل من هذه المشاهدات، ويجب أن تتفهمها، ففي معظمها ليست حقائق، وإن كانت حقائق فقد قصد بها الترفيه عن الناس، وشيء من هذا القبيل، وليس أكثر من هذا.

أريدك أن تقرأ كثيرا عن القصص الإسلامي، قصص الصحابة، شباب الإسلام الأوائل، الفاتحين الذين تركوا لنا أمثلة ناصعة، متى نقتدي بها في حياتنا نكون على طريق الرشد والصلاح، وجه طاقتك لمثل هذه القراءات هذا جيد، وهذا أفضل، وفي ذات الوقت علم نفسك أن تكون شخصا اجتماعيا ومتواصلا.

طاقتك الوجدانية هذه يجب أن توجهها، بحيث تكون مفيدة لك ولغيرك، مشاركتك الاجتماعية لا بد أن تكون مكثفة، وأنصحك بممارسة الرياضة خاصة الرياضة الجماعية تعطيك القوة وتعطيك الثبات النفسي، والثبات الوجداني.

لا بد أن تجتهد في دراستك، ولا ترضى أبدا بغير التميز، التميز الذي يجعلك عالما تفيد نفسك، إن شاء الله تعالى وأسرتك والأمة الإسلامية، أسأل الله تعالى لوالدك الرحمة، وتصدق حتى ولو بالشيء القليل، وحاول أن تصل من كان يصلهم من المسلمين، هذا كله يعطيك قوة وجلدا، وتستطيع أن توجه طاقتك من خلال ذلك بصورة جيدة وممتازة.

إذا خلاصة الأمر قلل من هذه المشاهدات، وانقل نفسك للحياة وللواقع بصورة أفضل، واجتهد في تنظيم وتطوير أنشطتك الاجتماعية، هذا أمر جيد، ويمكنك أن تشغل نفسك بمشروع مفيد، أن تشرع في حفظ كتاب الله تعالى، هذه سوف تكون درة من الدرر، وغنيمة من الغنائم تكسبها نفسك، تفيدك في الدنيا والآخرة، وتوجه طاقتك بصورة ممتازة وأفضل.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات