طفلي يفعل حركات منافية للأدب، فكيف أقوم هذا السلوك عنده؟

0 226

السؤال

السلام عليكم.

طفلي لم يكمل عامه الثالث، ويبدو أن أحدا ما قد علمه العادة السرية، فكلما وجد نفسه وحده في الغرفة أنزل ملابسه ونام على بطنه على السرير.

في بداية الأمر كان يتعدى على أخيه، يمسك قضيبه أحيانا أو يجعله يستلقي على بطنه ويكشف ظهره وينام فوقه.

وعندما كان صغيرا جدا كنت إذا خلعت له الحفاظة يمسك عورته، والآن أخوه يقوم بنفس الفعل، فكيف أعالجه من العادة؟

إذا دخلت عليه وهو يفعلها يقول اذهبي، أريد أن أفعل هكذا، اذهبي، لأني أول مرة رأيته سألته من يفعل هكذا؟ أخبرني ولن أضربك، لكن لم أخرج بنتيجة!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ruqaiyah حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا، ومعذرة على التأخر بسبب السفر وأمور أخرى.

طبعا المشكلة ليست بالسهلة، ولها أكثر من جانب.

الحركة التي يقوم بها الطفل الصغير، ليست نادرة عند الأطفال، وقد لا يكون لها علاقة بأي شيء جنسي، وقد توجد عند طفل لا يعتدى عليه وليس له إخوة.

يكثر مثل هذا السلوك عند الأطفال في مثل هذه السن عندما يبدأ الطفل بالتعرف على أعضاء جسده وخاصة المناطق الحساسة. ويكبر غالبية الأطفال ويتجاوزون هذه المرحلة من دون قلق أو عواقب سلبية، وخاصة إن أحسن الأهل التصرف فلم يجعلوا من الأمر مشكلة ثانية.

أنصحك بأن لا تعطي الطفل الانتباه الشديد عندما يقوم بمثل هذا السلوك، وإنما حاولي صرف اهتمامه عن الأمر بطريقة غير مباشرة، كأن تتحدثي معه في موضوع آخر، أو تقومي معه بعمل آخر يصرف انتباهه.

وإذا لاحظت أن طفلك يقوم بهذا السلوك، فقولي له وبكل هدوء: "هيا يا حبيبي تعال وساعدني في عمل كذا وكذا.."، وحاولي أيضا أن تعطيه الانتباه الكثير عندما يتوقف عن هذه الحركة ويتصرف بالطريقة السليمة المطلوبة.

ولاشك أن الطفل لا يعي طبعا الجانب الجنسي في هذا السلوك، وإنما وبمحض الصدفة اكتشف "اللذة" وراء مثل هذا الاحتكاك بالمنطقة الحساسة من جسمه، وهذا شيء طبيعي تماما، حيث أن هذه المنطقة من الجسم غنية بالألياف العصبية التي إن حركها الإنسان، سواء طفل أو كبير، فإنه يشعر "باللذة"، ولكن غير اللذة الجنسية التي نعرفها نحن الكبار.

وهذه المرحلة طبعا هي المرحلة المناسبة لتعليم طفلك المهارات الاجتماعية المطلوبة كموضوع خصوصية بعض السلوكيات، وما هو مقبول أو غير مقبول اجتماعيا. واطمئني أن هذا ليس مدخلا للانحراف السلوكي أو ما شابهه، وبأن الطفل سينمو ويتجاوز هذه المرحلة، ومن دون عقبات أو عواقب.

ولكن الأمر الأهم في كل هذا الموضوع هو أن تتأكدي من أن هذا الطفل لم يتعرض لأي نوع من التحرش الجنسي، لا قدر الله.

والموضوع الآخر وهو قيام الأبناء باللعب الجنسي بين الصغار، فلا شك أن الموضوع يحتاج لانتباه ومراقبة لمنعه بالحسنى، عن طريق التدخل المباشر بالأمر، أو بالطريقة غير المباشرة. وطبعا وبالرغم من تطميني لكم في موضوع الطفل الأصغر، فيجب أن لا يغيب عن بالنا أن سلوك الصغير ربما له علاقة بتحرش تعرض له، ولكن ليس بالضرورة، فقط يسلك بعض الأطفال مثل هذا السلوك ومن دون أن يكون الواحد منهم قد تعرض لأي شيء جنسي.

المهم يجب أن يوقف الطفل عن مثل هذه السلوكيات مع أخيه، وإلا استمر الأمر معه وتطور.

وربما آن الأوان ليتدخل الأب في الموقف، والمهم أن نضمن 100% بأن بقية الأطفال ليسوا عرضة لهذا التحرش، ومسؤولية حمايتهم وتأمين سلامتهم هي مهمة الوالدين.

وأنصحكم بكتابي: "معين الآباء في التربية الجنسية للأبناء" وهو متوفر عندكم في مكتبات جرير.

حفظ الله أطفالكم وخفف عنكم، وأعانكم على تجاوز هذه المرحلة.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات