السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة أعاني من ضيق شديد، وخاصة من الجامعة، متخصصة في العلوم الشرعية، وأجد صعوبة في الحفظ والفهم، فهل أغير التخصص؟
كما أستخدم زولفت وديانكسيت، وما زلت أعاني من الضيق باستمرار، فهل أجرب مثبتات المزاج؟
أفيدوني، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زهرة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
يا حبذا لو ذهبت إلى طبيب نفسي، إذا كان ذلك ممكنا، لأن الطبيب النفسي سوف يقوم بتقييم حالتك، ومن ثم يصل -إن شاء الله تعالى- إلى التشخيص الصحيح، الذي من خلاله يوجه العلاج بصورة صحيحة.
الإصابة بالضيق الشديد والتململ من الدراسة له أسباب كثيرة، قد يكون هنالك اكتئاب نفسي، وقد يكون هنالك قلق نفسي، وقد يكون هنالك مجرد عدم قدرة على التكيف نتيجة لمفاهيم خاطئة، وهذا كله يعالج -أيتها الفاضلة الكريمة-، فإذا كان بالإمكان أن تذهبي إلى الطبيب أرجو أن تقومي بذلك.
في مثل هذه الحالات، قد لا تكون الأدوية هي الوسيلة العلاجية الوحيدة، وقد تكون غير رئيسية، الوسيلة الرئيسية والمهمة هي أن يقنع الإنسان نفسه بأهمية العلم، وأن تنظري إلى نفسك خمس أو ست سنوات من الآن: أين أنت؟
هذا مهم جدا، الإنسان حين يستبصر قيمة الشيء يقدره ويسعى في الحصول عليه، وأنا لا أرى أبدا سببا يجعلك تغيري تخصصك، العلوم الشرعية علوم عظيمة، تجدين من خلالها -إن شاء الله- خيري الدنيا والآخرة، المهم هو أن تقنعي نفسك بأهمية العلم، وفي ذات الوقت تنظمي وقتك، هذا مهم جدا.
وكثير من الذين يصابون بالضجر والتململ من الدراسة لا ينظمون أوقاتهم، تنظيم الوقت يعني تنظيم الحياة، يعني زيادة الدافعية وزيادة الرغبة، يعني المزيد من الإنتاج والتحصيل والتفوق -إن شاء الله تعالى-، فنظمي وقتك، وأهم خطوة تتخذينها هي النوم الليلي المبكر، وأن تدرسي في الصباح بعد صلاة الفجر، ساعة إلى ساعتين من الدراسة قبل الذهاب إلى الجامعة، ربما تكون كافية جدا لأن تجعلك تستوعبين كل ما تريدين استيعابه.
ممارسة شيء من التمارين الرياضية الخفيفة، هذا مهم جدا، تنظيم الأكل، الترفيه عن النفس بما هو طيب وجميل، القراءة غير القراءة الأكاديمية هذا أيضا مطلوب، من الضروري جدا أن يكون لك وجود حقيقي داخل أسرتك، المشاركات الإيجابية، السعي دائما في بر الوالدين، هذه كلها مفاتيح مهمة وعظيمة يجب أن تكون في حياتنا حتى ننجح فيما نريد، والتوفيق من عند الله -تبارك وتعالى-.
ولا أراك في حاجة لمثبتات المزاج، هي أدوية تخصصية جدا، تستعمل لأمراض معينة، ولا أرى أن هنالك مؤشرا يشير إلى أنك تعانين من الاضطراب الذي يتطلب وجوده تناول مثبتات المزاج.
ربما يكون -كما ذكرت لك- أن يقيم الطبيب حالتك، ويمكن أن تنتقلي إلى أحد الأدوية غير الزولفت أو الديناكسيت، البروزاك والذي يعرف علميا باسم (فلوكستين)، دائما نعتبره دواء مرجعي لكثير من حالات الاكتئاب والتوترات، والقلق وعسر المزاج.
بارك الله فيك وجزاك خيرا، وبالله التوفيق والسداد.