السؤال
السلام عليكم..
أنا فتاة، عمري 16 سنة، مقبلة هذا العام على شهادة الباكالوريا، وهي امتحان مصيري، فبعدما كنت أدرس بجد في الفصل الأول، تنازلت مجهوداتي وأصبحت لا أطيق الدراسة أبدا، حتى في العطلة التي كنت أنتظرها لإتمام كل ما فاتني من مفاهيم.
لم أدرس فيها ولا يوم بسبب الملل، أحسست بالذنب، أحس دائما بأن الوقت قد فاتني، مع العلم أنه ليس لدي أي أصدقاء، وأنني وحيدة.
أشعر بانعدام الدعم الأسري، كما أنني أمارس العادة السرية التي حاولت التخلص منها عدة مرات، ولكن أعود إليها دائما، خاصة عندما أكون مكتئبة.
أحيانا وأنا في الثانوية أتخيل كيف سيكون ردة فعل كل هؤلاء الأشخاص لو أنتحر؟
أتمنى أن تساعدوني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ كنزة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكرك على تواصلك معنا، ونسأل الله أن ييسر لك امتحان شهادة الباكالوريا، وأن يصلح شأنك.
وأما الجواب على ما ذكرت:
أرجو أن تعلمي أن حياتنا وهبنا الله لنا لنستخدمها في طاعته، وأن نعمل على رضاه في كل حين، وأنت ما زلت في مقتبل العمر وفي بداية شبابك، ولذلك عليك أن تكوني جادة في تحقيق آمالك وطموحاتك؛ فالدراسة والاختبارات أمامك، والوقت يمر عليك؛ ولذلك قرري من الآن لزوم الجدية، وأكثري من قول لاحول ولا قوة الا بالله؛ فهي دواء لكل هم.
الزمي الدعاء والتضرع بأن يصلح الله حالك، فقولي يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وحافظي على الصلاة في وقتها، وأكثري من الاستغفار، وحاولي التخلص من الخوف الذي يعتري الطلاب مع قرب الامتحانات.
ومن طرق الخلاص من هذا الخوف:
إشعار النفس بالتفاؤل بأن النجاح ممكن، وأنك قادرة على تحقيقه، ومن الطرق أيضا ضعي برنامجا محددا للاستذكار، وحاولي الاستذكار مع الطالبات المجدات.
أما مسألة ممارسة العادة السرية: فلعلك لجأت إلى هذه العادة الضارة بسبب القلق والخوف، بسبب الدراسة والخوف من الامتحانات، واعلمي أن العادة السرية محرمة وضارة، والاستمرار عليها يزيد من القلق والاضطراب، وليست حلا لما أنت فيه، بل إنها تفاقم من المشكلة وتزيدها تعقيدا، ويخشى أن تصابي بالعقم من جراء استعمالها.
أكثري من التضرع إلى الله بأن يرزقك العفاف، وأن يبعد عنك هذه العادة، ولا تكثري الخلوة مع نفسك، وأشغلي نفسك بكل نافع ومفيد، ولا تفكري في الزواج في هذه المرحلة.
وفقك الله لمرضاته.