السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نحن عائلة لها تاريخ مرض وراثي انفصام في الشخصية، الأم مصابة بانفصام شخصية، تتحدث أمام الناس وتصرخ وتضحك بدون سبب، وحالتها مستقرة.
الأخ الكبير: حسب تشخيص الطبيب -يبلغ من العمر 42 سنة- مصاب بالتخلف العقلي، يصادق الأطفال، ويذهب معهم، وأيضا حالته مستقرة.
الأخت: نفس المشكلة مصابة بانفصام الشخصية، وتم علاجها قبل 5 سنوات، وتحسنت حالتها، وفجأة رفضت أكل الحبوب؛ مما أدى إلى انتكاس حالتها، وحاليا في الوقت الحالي في غرفتها، لا تتحدث معنا، فقط تأكل وتشرب وتذهب إلى غرفتها وحالتها مستقرة.
أما أخي الأكبر الذي يبلغ من العمر 33 سنة، فللأسف هذا أكبر مصيبة حلت بنا، يقول أنا خليفة المسلمين، أنا سوف أحكم العالم، وأحرر الأندلس وأحكم أوروبا، ماذا أفعل في أخي الأكبر؟
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Turki حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الأخ الكريم: نعم هذا المرض يسمى (الفصام العقلي)، هذا هو الاسم الصحيح، وليس (فصام الشخصية)؛ لأنه ليس هناك انفصام للشخصية، كان يعتقد في السابق أن الشخصية تنقسم أو تنشق إلى شخصيتين مختلفتين، ولكن اتضح الآن أنه ليس هناك فصام للشخصية، وإنما الاسم الصحيح هو الفصام العقلي.
المعلومة أخرى: مرض الفصام العقلي هو مرض وراثي بدرجة كبيرة، أي أن الوراثة تلعب دورا كبيرا في حصول هذا المرض، وتوجد عوامل أخرى، عوامل كيميائية في المخ، اختلال بعض المواد الكيميائية، وقد تكون هناك عوامل بيئية، وقد تكون هنالك عوامل نفسية، أي حدوث أحداث حياتية أيضا قد تؤدي إلى حدوث هذا المرض.
الشيء الآخر: التخلف العقلي يختلف عن الفصام العقلي، التخلف العقلي لا يدخل ضمن مرض الفصام العقلي، أسبابه مختلفة أو متعددة عادة، وتكون إما عند الولادة أو بخلل ما في بعض الهرمونات في جسم الطفل، لكن مريض التخلف العقلي قد يصاب بمرض الفصام العقلي، إذا التخلف العقلي يختلف عن الفصام العقلي.
أما بخصوص أخيك الذي يقول: (أنا خليفة المسلمين، وأنا سوف أحكم العالم) فهذه طبعا هي ضلالات فكرية، وتسمى بـ (ضلالات العظمة) أي أن الشخص يعتقد في قرارة نفسه أنه يمتلك مزايا خاصة، وأنه يستطيع أن يحكم العالم، أو يخترع أشياء محددة، أو يقوم بأفعال لا يستطيع الآخرون فعلها، هذه تسمى بـ (ضلالات العظمة)، وقد توجد في مرض الفصام، وقد توجد في مرض هوس الاضطراب الوجداني المصاحب بأعراض ذهانية.
إذا هذا العرض عرض ذهاني معروف، والعلاج هو في مضادات الذهان، وهي مضادات فعالة جدا، لذلك يجب الذهاب به إلى أقرب طبيب نفسي لبدء العلاج معه، وسوف يأخذ وقتا حتى تذهب هذه الضلالات الفكرية، ويحتاج إلى الاستمرار في العلاج لفترة من الزمن، وأهم شيء هنا المتابعة المنتظمة، ومن الأدوية المعروفة لعلاج هذه الحالة: الأولانزبين، والرزبريادون، وإذا كان أخوك يرفض العلاج، فهناك حقن أو إبر تعطى شهريا، وهي تعالج الذهان، وتغني عن أخذ الحبوب يوميا.
المهم: يجب الذهاب بأخيك إلى طبيب نفسي، ويجب عليه وعليكم – كإخوة – المتابعة في العلاج، والصبر عليه، والمتابعة المنتظمة.
نسأل الله الشفاء والعافية لأخيك ولكل أسرتك، ونصيحتي الأخيرة: يجب عليكم الابتعاد في التزاوج فيما بينكم، التزاوج فيما بينكم يزيد قابلية وراثة هذا المرض.
وفقكم الله وسدد خطاكم.