أعاني من اكتئاب ووسواس قهري، وأريد علاجا يعيد لي شعوري بالراحة والسعادة.

0 185

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

عندي وسواس قهري سبب لي اكتئابا، وقد مضى علي شهر وأسبوعين أتناول دواء (ديروكسات Deroxat).

في الأسبوع الأول قال لي الطبيب بأن أبدأ بجرعة 20، وبعدها أزيد الجرعة إلى 40، وعندما اكتملت المدة شهرا وأسبوعين رجعت إليه وقلت له تحسنت قليلا، وقل الوسواس، فقلل الجرعة إلى 20 مليجرام، وأعطاني مدة 3 أشهر، فهل هذا تصرف صحيح? ولكن لا زلت لا أشعر بالتحسن الذي أريد، والشعور بالسعادة والراحة التامة.

اليوم هو رابع نهار أشرب فيه جرعة 20 مليجرام، وليس هناك تحسن، بل رجع القلق، وأصبحت مكتئبا كثيرا، وانتابتني الوساوس على أن تكون جرعة ضعيفة، أو لم يشخص مرضي جيدا، تعبت نفسيتي كثيرا، ولم أعد أفكر جيدا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ياسر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأخ الكريم: معظم الاضطرابات النفسية -مثل الوسواس القهري والاكتئاب– تحتاج للعلاج بعض الوقت حتى يتحسن الشخص، ومعظم الأدوية النفسية أيضا تحتاج صبر واستمرارية حتى تؤدي إلى كفاءة عالية وتؤتي ثمارها، ومعظم أدوية الاكتئاب –وهي لحسن الحظ مضادة للوسواس القهري وللقلق– تبدأ في العمل بعد أسبوعين، وتحتاج إلى شهر ونصف أو شهرين –في كثير من الأحيان– لنحكم عليها أو لها، أي هل أدت إلى زوال الأعراض أم لا؟ وكم من الأعراض ذهبت بهذه الجرعة؟

إذا في الممارسة العادية يجب الانتظار والصبر على الدواء حتى شهر ونصف أو شهرين، بإعطاء الجرعة المناسبة، وبعدها نحكم إذا كان هنالك تحسنا جزئيا فيجب رفع الجرعة.

طبعا للأطباء طرق مختلفة في تناول الأدوية، ولا يمكن أن نقول هذه طريقة صحيحة مائة بالمائة وهذه الأخرى غير صحيحة، وبعض الأطباء من البداية عندما يفحصون الشخص ويحكمون على أعراضه بأنها شديدة فيمكن أن يبدؤون بجرعات كبيرة، وعلى ضوء الاستجابة لهذه الجرع يمكن أن يتم تخفيضها بعد ذلك، وقد يكون هذا ما حدث معك –يا أخي الكريم-.

المهم أحب أن أطمئنك بأن مفعول الأدوية مفعول تراكمي، لا يأتي بين يوم وليلة، هذا من ناحية.

من ناحية أخرى: التشخيص مهم، ولكن لحسن الحظ هذه الأدوية –مثل الـ (ديروكسات Deroxat) – تعالج أكثر من شيء حتى إذا كان التشخيص غير واضح أن هناك تداخل بين الأعراض، فالـ (ديروكسات) يعالج الوسواس القهري، ويعالج القلق والتوتر، ويعالج الرهاب الاجتماعي، ويعالج أيضا الاكتئاب، فإذا من هذه الناحية يجب أن تطمئن.

أمر آخر أيضا أحب أن أنوه وأشير إليه:
أنه أحيانا قد يحتاج الشخص إلى علاج نفسي مع العلاج الدوائي، فالعلاج الدوائي في كثير من الأحيان –وإن كان مفيدا– غير كاف لوحده، فيجب الجمع بينه وبين علاج نفسي، وقد ثبت أن الجمع بين العلاج الدوائي والعلاج النفسي أفضل من العلاج الدوائي لوحده.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات