السؤال
السلام عليكم.
بعد أن ساءت أموري المادية والصحية والنفسية وكثرت المشاكل مع زوجتي بسبب الحرب بسوريا، وفقدان العمل، وزيادة الأسعار، وتعذر الحصول على تكاليف المعيشة لزوجتي وأولادي الخمسة، قررت الهجرة لأوروبا، لأنها الوحيدة التي تستقبل السوريين، وأنا ملتزم دينيا وأخلاقيا، وكانت زوجتي موافقة على مضض، وبعد أن بدأت رحلتي الشاقة طلبت مني زوجتي العودة فرفضت، وأغلقت جوالي واستمررت بطريقي لقناعتي بأنه الحل الوحيد.
بعد أن نجوت ووصلت لوجهتي اتصلت زوجتي وبأسلوب غير لائق طلبت مني العودة أو أنساها وأنسى أولادي، حيث إن أباها مليونير ويقدر أن يصرف عليهم، وأنا على هذا الحال منذ 15 شهرا، لا تتكلم معي إلا بالكلام الفاحش، ومنعت أولادي من الكلام معي، ولا تطلب الطلاق، وأنا لا أريده.
أرجو النصيحة بما يجب علي فعله.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أنس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
المشكلات الزوجية تحتاج لعلاجها إلى الصبر والمرونة من الطرفين، وخير وسيلة لعلاجها هو الحوار الهادئ بين الزوجين دون تدخل أطراف أخرى.
لذا أنصحك بالتريث والصبر في اتخاذ أي قرار مع أهلك الآن، طالما أنت بعيد عنهم، وحاول بين فترة وأخرى التواصل معهم ولو بالرسائل الإيجابية التي تبني لديهم الثقة فيك، ولا بأس بالاعتراف الجزئي بالخطأ منك حتى يكون مدخلا للحوار معها.
وحبذا لو ترسل لها رسالة عاطفية متضمنة لحيثيات قرارك بالسفر، وإمكانية معالجة سوء الفهم بينكما؛ لأن الرسائل أكثر نفعا من الاتصال المباشر الذي قد يكون في وقت غير مناسب، وسرعان ما يقطع بسبب توتر أحد الأطراف، أما الرسالة فيمكن قراءتها في أوقات متعددة وبنفسيات مختلفة.
وإن تعذر الحوار المباشر بينكما فيمكن أن تشرح المشكلة لأحد أقارب الزوجة أو أحد أقاربك الذين تثق فيهم، ويتفهم وضعك؛ ليكون وسيطا بينكما لعلاج المشكلة، ولو أمكن ترتيب وضعك في المهجر ثم السفر إلى أهلك وزيارتهم، والحوار معهم عن قرب فهو أفضل.
كما ننصحك بإعادة النظر في قرارك وحيثياته وسلبياته وإيجابية، فقد يتضح لك أنك كنت مخطئا فيه، وأن رأي زوجتك هو الصواب، فلا تتحرج من الاعتراف بالخطأ، ومعالجة الأمر؛ حتى لا تتفرق الأسرة ويضيع الأولاد.
وفي كل الأحوال التعامل الحسن منك معها والصبر على تصرفها طالما أنت بعيد عنها، فقد يؤثر فيها، وتتفهم وضعك، وتعود إلى رشدها.
وفقك الله.