السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عمري 47 سنة، متزوج ولدي أولاد عاطل عن العمل، ولا أخرج من البيت، ولا أقوم بواجباتي تجاه الزوجة والأولاد من الخوف ونوبات الهلع، سؤالي:
ما هو أفضل علاج للقلق والخوف والهلع والتوتر؟ وهل يمكن الجمع بين دوائين من مضادات الاكتئاب مثلا سمبالتا وسيروكسات أو سبرالكس، وافكسر؟ وماذا عن توقع مستقبل مرعب مثل أمراض وحروب وكوارث طبيعية؟
أنا حقيقة أعيش في رعب شديد منذ حوالي 20 سنة، ولا أصلي في المسجد، أخاف أن أكون مسحورا وأسقط في المسجد؛ لأني باختصار منذ قرأت كتب عن السحر مثل كتاب الصارم البتار لتحدي السحرة الأشرار، وأنا أوسوس أني مسحور، وهل هناك علاج يزيل هذه الأفكار مثل بعض أدوية الصرع؟ لأني سمعت أنها تزيل هذه الأفكار والوساوس، وهل هناك علاج يجعلني مطمئنا ومرتاحا؟ لأني فقدت الفرح منذ 20 سنة.
أخيرا: أتمنى أن أمارس الرياضة مثل: المشي، أو كمال الأجسام؛ لأني كسول، وللأسف الأدوية تجعلني كسولا أكثر.
رجاء أفيدوني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية.
أخي الكريم: أحزنني كثيرا أنك قد فرضت هذا الحصار على نفسك أو فرضه عليك الرهاب والخوف والقلق، ولم تخترقه ولم تحطمه وتفتته، وهذا ممكن جدا أخي الكريم، الآن أعتقد أن قرارك يجب أن يكون التغيير، اجعل هذا شعارك، واعقد النية على ذلك، والنية -يا أخي- في كل شيء تعني القصد والعزم، لا بد أن يكون هنالك عزم، والقصد والعزم يعمل من خلال آليات معينة في الدماغ -أخي الكريم- حتى حين ننوي الصلاة هنالك تغيير يحصل في أدمغتنا، من ينوي ويتوكل ويصر ترسل إشارات إيجابية إلى الدماغ، ومن ثم يرسل الدماغ إشارات لأجسادنا لكي نتوجه نحو المسجد ونذهب ونصلي.
الأمر في غاية العلمية، وفي غاية البساطة -فيا أخي الكريم- اعقد النية الصحيحة على أن تخرج نفسك من هذا الوسواس الذي عطلك أو هذا الهلع والرعب الذي عطلك، العلاج له أربع محاور:
العلاج الدوائي، العلاج النفسي، والعلاج الاجتماعي، والعلاج الإسلامي، إذا تحدثنا عن العلاج الإسلامي كيف يا أخي لا تذهب وتصلي في المسجد؟ وكيف ترجح أن السحر هو الذي منعك؟ الإنسان مكرم والإنسان أفضل من كل مخلوقات الله تعالى، فلا يمكن لسحر وخلافه أن يمنعك من الصلاة، صحح مفاهيمك أيها الأخ الكريم، وحين تصلك رسالتي هذه أرجوك أن تتوجه إلى المسجد، وسوف تجد الأمر في غاية البساطة، نعم يأتيك شيء من الرهبة، ربما (أسقط أمام المصلين)، لكن هذا كله ليس صحيحا، إذا التغيير الفكري والتطبيق العملي هي الأشياء التي يجب أن تلتزم بها.
ثانيا: لا بد أن تتحدث مع نفسك أنت في هذا العمر الجميل كيف تعطل حياتك بهذه الكيفية؟ والناس تخرج، والناس تفرح، والناس تعمل.
المستقبل -إن شاء الله- كله خير، ووضع الناس من توترات وأحزان وأفراح وغيرها؛ هذه سنة الله في البشر، فيا أخي الكريم لا تجد لنفسك تبريرات سلبية تمنعك من الخروج، ويجب أن تضع برامج معينة يوميا تلزم نفسك بها، أولا اذهب لزيارة أحد أرحامك من كبار السن، هذا أمر عظيم، اخرج إلى جارك -أيها الفاضل الكريم-، قم بالواجبات البسيطة، أن تحضر أغراض المنزل مثلا من السوبر ماركت أو الجمعية، فقط أشياء بسيطة جدا، لكنها سوف تحفزك تحفيزا كبيرا، فإذا الهدف هو التغيير الفكري والتطبيق العملي دون أي نوع من التردد، وأنا أراك محتاجا لمقابلة طبيب نفسي.
موضوع الأدوية موضوع سهل جدا، ولكن الأدوية لوحدها لا تعالج الناس، فيا أخي الكريم اذهب وتابع مع طبيب نفسي، والحمد لله تعالى هم كثر جدا في الكويت، الدكتور محمد طارق السويدان يعتبر متميزا جدا في علاج مثل هذه الحالات، ويوجد أطباء آخرون كثر في الكويت، فاذهب وقابل أحد هؤلاء الإخوة الأطباء.
بالنسبة لسؤالك حول الجمع بين دواءين هذا يمكن أن يحدث، لكن يكون تحت الإشراف الطبي النفسي المباشر، أنا لا أشجع أحد أبدا أن يخلط بين دواءين متشابهين أو قريبين من نفس الفصيلة دون أن يكون ذلك تحت الإشراف الطبي التام، أنا أعطي حتى 3 أدوية في بعض الحالات، لكنني أحرص تماما أن لا يكون هنالك تضاد أو نوع من التآكل الذاتي ما بين هذه الأدوية، بل تكون داعمة لبعضها البعض فاذهب -أخي الكريم- وإن شاء الله تعالى إذا بدأت بعقار مثل: الزولفت بجرعة ممتازة، ودعمته بعقار إيرببرازول مثلا بجرعة صغيرة، هذا سوف يكون مفيدا جدا لك، وبعد ذلك يمكن أن يرى الطبيب أي الأدوية يضيف بالنسبة لك إذا رأى ذلك ضروريا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.