السؤال
أنا طالب في مرحلة الثانوية، وأعاني من كثرة النوم والنوم الثقيل، وبسبب هذا الشيء تفوت علي الصلوات وغيابي كثير جدا عن المدرسة، والذي أجبرني على دخول نظام الانتساب ( منازل ).
معظم وقتي أكون جالسا على الكمبيوتر أو الجوال وعملي الشخصي مرتبط بهذا الشيء، ولكني أستخدم نظارات للحماية من أشعة الأجهزة الضارة، والمؤثرة على النوم.
نظام نومي سيئ لأبعد درجة مع الأسف، وسبب لي مشاكل كثيرة، أنام النهار 10 ساعات، وأستيقظ آخر الليل.
في يوم من الأيام نمت الساعة 10 مساء، واستيقظت 5 صباحا, -جدا ممتاز-، لكن المشكلة أني إذا جاء وقت الظهر يأتيني خمول ونعاس غير طبيعي، ثم أضطر أنام مرة ثانية, وهذا الشيء دائما يحصل معي, ليس مرة ولا مرتين.
لا أدري ما المشكلة؟ فأنا مستعد للقيام بأي شيء لأعدل نومي، مع العلم بأني لم أقم بتحليل طبي، فقلت ممكن أن تكون المشكلة هي نقص فيتامينات أو فقر دم, فهل لها علاقة بموضوع النوم؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ aaa bbb ccc حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
المفروض أنك في الثانوية العامة، وما مطلوب منك فقط هو التوفيق بين وقت المدرسة، ووقت المذاكرة ووقت ممارسة الأنشطة الرياضية المناسبة، وما يفعله الشباب هو قضاء ساعات طويلة أمام الكمبيوتر والجوال والسوني، ولا يبقى وقت للمذاكرة ولا للمدرسة وتضطرب الساعة البيولوجية ويصاب الطالب بالإرهاق ويتأخر عن مواعيد المدرسة.
وبحسب الإحصائيات فإن عدد ساعات النوم المثالية هو 6 إلى 7 ساعات متواصلة ليلا وساعة واحدة في القيلولة ظهرا، حيث إن السهر المرهق يؤثر على الساعة البيولوجية للإنسان، ويحرم جسمه من المسكنات القوية التي تفرز ليلا، وتسمى Endorphins، حيث تفرز تلك المواد كرد فعل للألم والتوتر الذي ينشأ طوال النهار، وتعمل تلك المواد عمل المورفين في تخدير الألم، وإزالة التوتر دون أن يؤدي ذلك إلى الإدمان أو مضاعفات جانبية.
وما من أحد إلا ومر بتجربة النوم العميق ليلا كما قلت أنت نمت في العاشرة، واستيقظت في الخامسة صباحا دون ألم أو صداع ودون توتر أو قلق، وذلك مصداقا لقول الله سبحانه وتعالى: {وجعلنا الليل لباسا * وجعلنا النهار معاشا}، وقوله تعالى: {وهو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا}.
والنوم مفيد لتجديد طاقة الجسم والسهر دون طائل ودون عمل مضطر إلى أدائه يؤدي إلى مزيد من الإرهاق والنوم العميق لمدة 6 ساعات ليلا، والقيلولة ظهرا أو عصرا لمدة ساعة كفيلة بتنظيم الوقت، وشحن الطاقات وضبط الساعة البيولوجية، وتجنب الكثير من الأمراض وتجنب هبوط الضغط.
وقد يكون لفقر الدم ونقص فيتامين د، ونقص فيتامين B12 علاقة بالكسل والخمول، ولذلك لا مانع فحص صورة الدم CBC وفحص فيتامين د وفيتامين B12، وتناول العلاج حسب نتيجة التحليل، ويمكنك تناول حبوب Ferose F التي تحتوي على الحديد، وعلى فوليك أسيد مرتين يوميا لمدة شهرين، وذلك لتقوية الدم، بالإضافة إلى أخذ حقنة فيتامين ( د ) 600000 وحدة دولية في العضل مرة واحدة كل 6 شهور، أو تناول كبسولات فيتامين د الأسبوعية جرعة 50000 وحدة دولية لمدة 16 أسبوع، والحرص على التغذية الجيدة وشرب المزيد من الحليب وتناول منتجات الألبان، وندعو لك بالتوفيق والنجاح.
وفقك الله لما فيه الخير.