السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
أعاني من مشكلة وهي: الحساسية من الناس، وأشك في من أقابله وأشك في نفسي هل أخطأت عليه، مع أنني لم أخطئ عليه.
أيضا الخوف من المشاجرة وأدخل في تخيلات وسيناريوهات مع نفسي، وأتخيل نفسي أتشاجر وماذا سيحدث؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ما زلت صغير السن، في سن السابعة عشر، وأرى أن ما ذكرته ينم عن فقدانك للثقة بنفسك، مشكلتك الرئيسية عدم الثقة بالنفس، ولذلك تكون حساسا مع الناس وتشك في كيفية التعامل معك، وتشك هل أنت أخطأت أمامهم أم لا؟ والخوف من المشاجرة بأنك تخاف ألا تستطيع أن تتغلب على الشخص أو يتغلب عليك الشخص بسهولة، هذا كله ينم عن عدم ثقة بالنفس، وأنا لا أحمل هما كثيرا، فأنت لا زلت صغير السن، في سن السابعة عشر.
والثقة بالنفس تأتي بالممارسة، بالتعرض للمواقف وبمعايشة الحياة، وإن شاء الله ما زال الطريق أمامك ممهدا، لو كان حصل هذا في سن العشرين أو الثلاثين أكون قلقا وأطلب منك العلاج مباشرة، ولكنك ما زلت في مرحلة تطوير الشخصية، لم يكتمل بعد تكوين الشخصية، وإن كنا عادة نقول: الشخصية تتكون في سن السابعة عشر، ولكن فترة المراهقة بصورة علمية هي فترة لتكوين الشخصية.
بادر – يا ابني العزيز – وتواصل مع الناس رغم هذه الشكوك، وتدريجيا ستكتسب ثقة، والثقة عادة تكتسب، ولا تمنح، وتكتسب بالتجربة، وبالجرأة وبالإقدام، لا تنزوي، لا تنكمش، لا تتهرب من مواجهة الناس، واجه الناس، احتك بهم، وليكن لك أصدقاء مقربين، وليكن لك صديق واحد تقدر أن تثق به وتتعامل معه، ومن ثم هذه الثقة سوف تنتقل للآخرين.
وفقك الله وسدد خطاك.