استيعابي ورد فعلي العاطفي بطيء ..هل أنا طبيعية؟

0 2

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لا أعرف إذا كانت مشكلتي غريبة أم لا، لكنني أريد أن أعرف إذا كنت طبيعية أم أن هناك حلا؟

أشعر بأن لدي ردة فعل بطيئة تجاه الأحاسيس، واستيعاب أمور الحياة بطيء، فمثلا قد يمرض أو يتوفى شخص قريب مني أو مهم في حياتي، لكنني أحس أن قلبي ميت، يعني لا أحزن أو أبكي، أحيانا أبكي عمدا لأحس أني طبيعية، وأحس أني موضوعية لا عاطفية، يعني ليس أني أكره، بل عقلي هو الذي يشتغل لا قلبي، أعتبرها سنة الحياة، وأنه ذهب لربه، وأكيد هو مرتاح أكثر، خاصة إذا كان من الكبار في السن.

وأيضا أشعر أني لا أحزن على الناس أو أتمنى لهم الخير، يعني كأنه غيرة، لا أعرف تحديدا، طبعا هذا كله داخلي، يعني في عقلي لا، أحب الخير وأعرف الصح والخطأ وأكره الشر للناس، لكن نقطة ضعفي الأطفال، يعني ممكن أن أحزن وأفرح لضحكتهم حتى لو لم أعرفهم ولو كانوا في الشارع.

وبالنسبة لبطء الاستيعاب أو ردة الفعل، مثلا عندما مرض أبي وأصيب بجلطة لم أبك أو أتأثر من داخلي، مع أنني كنت خائفة عليه، لكن بعد أسبوعين أو ثلاثة أحسست بالخوف جدا، واستوعبت مدى الخطورة والخوف من الفقد، رغم أنه وقتها كان قد تحسن ورجع تماما، رغم أني من النوع الحنون وأحب أبي كثيرا، فهل أنا طبيعية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آلاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في إسلام ويب.

لا شك أن الناس تتفاوت في تفاعلاتهم العاطفية والوجدانية مع الأحداث الحياتية، سواء كانت مفرحة أو محزنة، وهذا التباين هو طبيعة من طبائع البشر، ولا أراك غير طبيعية أبدا فيما ذكرته.

ربما تكونين حساسة بعض الشيء، وتراقبين نفسك رقابة شديدة من الناحية الوجدانية، ويمكن أن تخاطبي نفسك في هذا السياق بأن الإنسان يجب أن يعبر عن وجدانه، يعبر عن فرحه، يعبر عن أحزانه، لكن في حدود ما هو شرعي وما هو مقبول، الأمور تسير على هذه الكيفية، والحمد لله تعالى، فنفسك ليست فيها أحقاد على أحد.

إذا: من وجهة نظري أنت طبيعية جدا، وإن أردت أن تجعلي مشاعرك أكثر تفاعلية، فامسحي على رأس اليتيم، كما نصحنا الرسول ﷺ، وحاولي أن تشاركي الناس أكثر، اذهبي إلى الأفراح، اذهبي إلى تقديم العزاء حين يكون ذلك مطلوبا وهكذا، لا تتصنعي الأحاسيس، إنما أملي على نفسك أن هذا الموقف الآن يتطلب أن تكون أحاسيسي على هذه الشاكلة، والإنسان حين يذكر نفسه بما هو مطلوب وما هو مفروض، تأتي بعد ذلك المشاعر بصورة انسيابية جدا، هذا أمر مجرب.

أي كل ما تحتاجينه هو: أن تدربي نفسك بعض الشيء على أن تكون مشاعرك متوازنة، لكن يجب ألا يشكل ذلك ضغطا نفسيا هائلا عليك، لا توسوسي حول هذا الأمر، أرجع مرة أخرى وأقول إنك طبيعية، حيث إن التباين بين البشر في مشاعرهم أمر مألوف ومعروف وطبيعي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات