زواج المرأة المطلقة بشخص لا تحبه

0 506

السؤال

أنا سيدة عمري 26، مطلقة، وعندي طفل عمره الآن عام، وقد تزوجت لمدة عام ونصف فقط؛ لأن زوجي -سامحه الله- مع حبي له لم يراع الله في تعامله معي ومع أهلي.

كما أنه كان ضعيف الشخصية! فكان كل الناس تتدخل في حياتنا! وكان لا يرى في الإسلام إلا حقوقه فقط! ولا يعلم حقي كزوجة له.

كما أن كل خصوصيات البيت كان يحكيها لأهله، حتى أحسست أنني أعيش معه في بيت من الزجاج: كل من حولي يرانا! ولكثرة الخلافات فقد تم الطلاق من حوالي 9 أشهر.

المشكلة هو أن هناك عروسا متقدما لي، وهو ابن عمتي، وهو مطلق وله طفلان، وقد طلب مني ألا أتزوجه إلا لو أحببته! وأنا لم أستطع أن أحبه، وخاصة أنني مع ما حدث من زوجي السابق فلم يفارق قلبي حبه؛ لأنه أول حب لي! وقد أحببته بحق، فما العمل؟

لو تزوجته أأكون خائنة؛ لأني أحب شخصا آخر؟ وكيف سيكون حال ابني عند الكبر، ويجد إخوة يحملون لقبا غير لقبه؟!

جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم ياسين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يعوضك خيرا مما أخذ منك، وأن يجعل هذا الزوج الجديد عونا لك على طاعة الله، وأن يملأ قلبك بمحبته، وأن ينشر بينكما المودة والرحمة.

بخصوص ما ورد برسالتك، فإن مما لا شك فيه أن الحبيب الأول لا يمكن نسيانه بسهولة، وهذا أمر فطري جبل الناس عليه، من أن الرجل الأول في حياة المرأة، وكذلك المرأة الأولى في حياة الرجل يصعب نسيانها بسهولة، والتاريخ والواقع خير شاهد على ذلك، ولكن ماذا تصنع امرأة مات عنها زوجها أو طلقها وهي ما زالت في ريعان شبابها؟ وماذا يفعل الرجل كذلك؟

هل يا ترى تتوقف الحياة ويدخل الناس عالم الكهوف، ويتحولوا إلى رهبان وراهبات لمجرد أن المرأة فقدت زوجها، أو أن الرجل فقد زوجته؟! هذا أمر غير منطقي، ويتعارض مع الفطرة التي فطر الله الناس عليها، فالحاجة إلى إشباع الرغبة الجنسية والأنس والمحبة تأتي على رأس رغبات أي إنسان مهما كان، وعندنا المثل الأعظم رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لم يتزوج بكرا غير السيد عائشة رضي الله عنها، فكم كانت سعادة زوجاته به، وهو الرجل الثاني والثالث أحيانا في حياتهن صلى الله عليه وسلم، ولما ماتت السيدة خديجة رضي الله عنها تزوج بعدها هذا العدد الكبير من أمهات المؤمنين، رغم حبه الشديد لعائشة وثنائه الدائم عليها.

إذن أختي أم ياسين: أنت لست غير النساء، وهذه هي الحياة التي هيأها الله لخلقه، ومسألة ضرورة حبك للزوج الجديد قبل الارتباط والزواج ليست أمرا في يدك أو يد غيرك، وليست آلة تضغطين على زر فيها فتنهال المحبة، وإنما هي أمر يأتي مع الزمن، ومع حسن العشرة والتفاهم والوئام، فاشتراط ابن عمتك هذا الشرط غير منطقي؛ لأن الحب لا يأتي إلا بعد التعامل والتفاهم، وتأكدي أنه إذا نجح في تعامله معك، وهذا ما يجب أن يكون عليه، فسوف تنسين زوجك السابق مع الأيام، وهذا أمر وارد جدا، والواقع يؤيده ويشهد له، فلا تشغلي بالك بهذه المسألة، واقبلي الزواج من هذا الرجل، وابدئي حياتك بشرع الله، وأكثري من الدعاء أن يمن الله عليك بنسيان زوجك السابق، وأن يملأ قلبك بمحبة زوجك الجديد.

أما عن اختلاف الأسماء التي تخافين على ولدك منها، فهي مسألة طبيعية جدا، وأنتم وحدكم القادرون على زرع المحبة في قلوب أبنائكم، وعدم إشعارهم بهذه الفوارق.
وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات