السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة أعاني من أعراض في الجانب الأيسر من الرأس كالتالي:
صداع، وألم شديد يشبه اللسعات الكهربائية على شكل نبضات في الرأس، يزداد مع اقتراب موعد النوم، أو أثناء قلة النوم، أو عند جذب شعري ولو بشكل خفيف، كما يوجد ما يشبه العرق البارز في فروة الرأس، كذلك عند وضع سماعات الأذن في الأذن اليسرى، والضغط عليها، وإن لم أسمع بها شيئا، ويخف ألم الرأس إذا وضعت رأسي على شيء يهتز، كالمغسلة مثلا.

كما تأتيني هذه اللسعات بشكل متكرر في الأذن من الداخل، وفي جانب رقبتي أسفل الأذن إلى فوق الكتف، مع تخدر أو تنميل في الوجه في الجانب ذاته، وتلك اللسعات جائتني مرة واحدة في ظهري، مكان لوح الكتف بالطول، قمت باستشارة طبيب الأذن، ولم يجد بها أي خلل سوى ضعف السمع.

هنالك أعراض أخرى أعاني منها مثل:
- رعشة وتنميل في جميع الأطراف، كنت قد ذهبت لطبيب مخ وأعصاب، أعطاني بعض الأدوية، فتوقفت الرعشة لفترة سنة تقريبا، ثم عادت مرة أخرى، كما كنت آخذ دواء يساعد على النوم بشكل جيد، لأنني أفكر أثناء نومي، وأستقيظ بسهولة شديدة.

- ظهرت لسعات كهربائية في أطراف أصابع يدي منذ حوالي أسبوعين.

- تغيب عن الوعي، فلا أسمع أو أرى أو أفكر في أي شيء كالنائم، وذلك لبضع ثوان، ونادرا ما يكون لمدة دقائق، ولاحظت هذا الأمر منذ حوالي 6 سنوات، ومؤخرا أصبح يصاحبه سقوط، وأستيقظ عند ارتطامي بأي شيء.

- ارتفاع شديد في درجة الحرارة تصل 40 درجة، ويتكرر هذا الأمر كل فترة، من شهرين أو ثلاثة، وأشعر أثناء هذه الحمى بانصهار داخل رأسي.

- كثرة النسيان.

- هلاوس سمعية وبصرية كثيرة للغاية، واستشرت أحد النفسيين، وأخبرني أن هذا بسبب خيالي الواسع جدا، مع العلم أنني كاتبة روائية، ورسامة.

- صداع بسيط غير مستمر في الجانب الأيمن من الرأس، يكون فقط أمام الجزء الأعلى من الأذن.

- كما أعاني من أنيميا بسيطة، ولا أعاني من ضغط الدم.

- رغم أنني كثيرة الحركة، إلا أنني أعاني الرهاب الاجتماعي، ورهبة التحدث أمام الآخرين، ولا أتحمل أنظار الناس الموجهة لي، فأصاب بالتلعثم، ولا أقوى على التحدث بصورة جيدة كالتفكير أو الكتابة.

هل يمكن أن تكون تلك الأعراض بسبب "زنقة الولادة"، أو بسبب المشاكل الأسرية، أم بسبب تعرض الرأس للارتطام لعدة مرات؟

أفيدوني جزاكم الله خيرا.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلمى حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

الأخت الكريمة: جزء من الأعراض التي ذكرتها هي أعراض جسدية واضحة أو أعراض جسمانية واضحة، ولابد من التأكد أنك لا تعانين من مرض عضوي، وبالذات مرض في المخ أو الأعصاب، وأكثر شيء ذكرته هو ارتفاع درجة الحرارة إلى 40، لا أدري هل إحساسك بالحرارة، أم هذه الدرجة تظهر من خلال مقياس الحرارة الترمومتر؟ فإذا كان يظهر من مقياس الحرارة الترمومتر فهذا يدل على وجود مرض عضوي، ليس هناك مرض نفسي يرفع درجة الحرارة إلى 40 درجة مئوية.

إذا في المقام الأول تحتاجين -يا أختي الكريمة- إلى مقابلة استشاري مخ وأعصاب، وحتى لو قابلتي أحدهما، أو مقابلة أخرى لإجراء فحص دقيق، وعمل تحاليل للتأكد من خلوك من أي مرض عضوي، بالذات مرض يصيب المخ والأعصاب، وهذا أيضا قد يجيب على سؤال "زنقة الولادة"، زنقة الولادة إذا حصلت فإنها قد تحدث أشياء في المخ، ولا تكون ظاهرة في الأشعة الرقمية، ولكن قد تحدث في المستقبل مشاكل في التفكير أو مشاكل في النمو، النمو النفسي، ولكن لا تحدث أعراض شبيها بالتي ذكرته، وأيضا الارتطام (ارتطام الرأس) لا يؤثر إلا إذا حصل نزيف داخلي في المخ، وهذا أيضا يظهر من خلال الأشعة المقطعية، أو الرنين المغناطيسي.

إذا في المقام الأول تحتاجين لمقابلة استشاري مخ وأعصاب، ثانيا لتأكد من خلوك من أي أمراض عضوية، أما الأشياء الأخرى مثل التحدث أمام الآخرين والتلعثم، فهذا رهاب اجتماعي أو قلق اجتماعي، ولا أرى أن له علاقة بالأشياء التي ذكرتها كلها، والتي تحدث في الجانب الأيسر من لسعات كهربائية، وغياب عن الوعي لثوان وهلاوس سمعية، وهلاوس بصرية، هذه كلها يجب التأكد أنه ليس هناك مرض عضوي، ولكن أعراض الرهاب الاجتماعية مقدور عليها، ويمكن علاجها بواسطة العلاج السلوكي المعرفي، أو بواسطة إعطاء أدوية تساعد في هذا الشيء، ولكن كل الأعراض التي ذكرتيها يجب التأكد من وجود مرض عضوي، وبالذات في المخ والأعصاب من خلال مراجعة استشاري مخ وأعصاب.

وفقك الله وسدد خطاك.