السؤال
السلام عليكم
أتمنى لكم التوفيق والنجاح، ووفقكم الله.
أنا شاب بعمر 37 عاما، ولله الحمد متزوج منذ عشر سنوات، ومدخن، وأعاني منذ سنوات من حالة مزاجية سيئة بين وقت وآخر.
لدي من القلق الشديد والتفكير العميق ووسواس، وكآبة، وخوف وقلق، لأسباب غير معروفة، وبمجرد حصول أي آلام في جسمي غير متوقع أبدأ في التفكير والوسواس ويتغير مزاجي.
كما أني عصبي للغاية، ومنذ فترة طويلة أعاني من الألم في البطن، وتقلصات وأسمع أحيانا أصواتا وعندي غازات مستمرة، وجرثومة في المعدة، والحمد لله، لا يوجد لدي غثيان أو قيء.
أحيانا يأتيني ألم في رأس المعدة يسبب ضيقا ثم يزول، ومنذ ثلاثة أشهر كان وزني 63 واليوم بتأريخ هذه الرسالة هو 59، وشهيتي مفتوحة وطبيعية ما لم يتعكر مزاجي، وأعاني من دوار من وقت لآخر، وبمجرد الراحة يزول.
خلال الأسبوع المنصرم لاحظت تغيرا في البراز يتغير إلى الأخضر، والإحساس بوجود بقياء طعام فيه، وأحيانا يكون بنيا، وفيه قطع سوداء، ولا يوجد مع البراز أي دم ولا قيء ولا غثيان.
حيث أني لم أزر أي طبيب، وأكلي غير صحي، وبمجرد نزول الأكل في البطن أحس ببعض الآلام الخفيفة، ونفستي سيئة جدا بسبب التفكير في تغيرات البراز.
لدي طنين مستمر من وقت لآخر في الأذن، كما يوجد لدي صديد في الجيوب الأنفية، وأقضي أوقاتا من 6 - 7 ساعات أمام الكمبيوتر، وقليل المشي والحركة.
جزاكم الله خيرا، بماذا تنصحوني؟
وفقكم الله لكل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أخي: أعراضك واضحة جدا، ونسميها بالأعراض النفسوجسدية، أي كما تفضلت أنت في الأصل لديك الميول لقلق والتوتر وشيء من الوسوسة والخوف، وهذا دائما يعقبه أو يلازمه شيء من عسر المزاج أو الاكتئاب من الدرجة الخفيفة.
أخي الكريم، الجسد والنفس لا ينفصلان، وهنالك مناطق أو أعضاء معينة في جسم الإنسان تتأثر بحالته النفسية بصورة واضحة جدا، أهم الأعضاء التي تتأثر هي الجهاز الهضمي وكما تلاحظ أنه لديك أعراض كثيرة جدا في الجهاز الهضمي، كل التفاصيل التي ذكرتها في موضوع الألم والتقلصات وموضوع البراز، هذا -يا أخي الكريم- كله ناتج من اضطراب الجهاز الهضمي الذي منشأه القلق والتوتر.
حتى موضوع الطنين -أخي الكريم- في الأذن كثيرا ما يكون سببه القلق، لكن بما أنه لديك صديد في الجيوب الأنفية أعتقد أنه من الواجب أن تقابل طبيب الأنف والأذن والحنجرة ليتم علاجك من هذه العلة لأن ما يؤثر على الجيوب الأنفية يؤثر على الأذن أيضا والعكس صحيح.
أخي، أول خطوات العلاج هي أن تغير نمط حياتك، أنت ذكرت أنك تجلس أمام الكمبيوتر 6 - 7 ساعات، هذا -يا أخي- خطأ وخطأ شديد جدا، الحياة فيها أشياء جميلة وبديعة، ويمكن للإنسان أن يقضي وقته فيها.
أنا لا أريد أن أحرمك من الكمبيوتر، كلنا نجلس عليه لكن يجب أن يكون ذلك في حدود المعقول وليس على حساب أشياء أخرى، وأعرف -أيها الفاضل الكريم- أن الواجبات تؤثر في الأوقات، أنت محتاج حقيقة أن تذهب إلى طبيب الجهاز الهضمي لتطمئن وليس أكثر من ذلك، أنا متأكد أن الحالة نفسوجسدية لكن مقابلة طبيب الجهاز الهضمي زائد طبيب الأنف والأذن والحنجرة ولا تذهب بعد ذلك لأي طبيب.
إن استطعت أن تذهب إلى الطبيب النفسي هذا أمر جيد، وإن لم تستطع فلا داعي لذلك، إذا أنت تحتاج لحسن توزيع الوقت هذا مهم، والرياضة هي أهم ما تحتاج له، لأن الرياضة تقوي النفوس وحين تقوى النفوس تقوى الأجساد، وتقل الأعراض النفسوجسدية والقلق والتوتر.
أخي الكريم، التفكير الإيجابي أجعله دائما ديدنك وشعارك وتوجهك في الحياة، وأن تحرص على النوم الليلي المبكر وأن تستيقظ وتصلي صلاة الفجر مع الجماعة ثم تبدأ يومك، ما أجمل ما هذا النوع من الحياة وإدارة الوقت، رياضة المشي سوف تكون مناسبة جدا بالنسبة في مثل عمرك.
أخي الكريم: أنت لديك أشياء جميلة لديك الأسرة، حياتك فيها الكثير من الإيجابية، ويا حبذا أيضا لو تحكمت في التدخين أو توقفت عنه، أنا أراك محتاج لعلاج دوائي عقار سيرترالين والذي يعرف باسم زوالفت سيكون عقارا رائعا جدا بالنسبة لك، يضاف إليه جرعة من الدوجماتيل والذي يسمى في المملكة جمبرايد واسمه العلمي سلبرايد دواء رائع أيضا تحتاج لجرعة 50 مليجراما صباحا ومساء، لمدة شهرين ثم 50 مليجراما صباحا لمدة شهر ثم تتوقف عنه، آثاره الجانبية قليلة جدا بهذه الجرعة ليس له ضرر لكن حين تكون الجرعة كبيرة، ربما يرفع من هرمون الحليب وقد يؤدي إلى التثدي أي تضخم الثدي عند بعض الرجال، وربما يؤدي إلى ضعف جنسي بسيط.
أنا أذكر لك هذه الأعراض للأمانة العلمية، لكن لا أتوقع أنها سوف تحدث لك بالجرعة التي ذكرتها لك، أما الزوالفت فتحتاج له بجرعة 25 مليجراما نصف حبة يوميا لمدة 10 أيام ثم حبة واحدة يوميا لمدة 6 أشهر ثم نصف حبة ليلا لمدة شهر ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناوله هو سوف يؤخر القذف المني قليلا عند الجماع.
وبالله التوفيق.