السؤال
السلام عليكم..
أعاني من القلق والتوتر وأحيانا الاكتئاب، وقد صف لي الطبيب دواء اولانزابين (اولسكا 5)، الجرعة الصغيرة أفادتني ولكن ليس تماما، أما عند زيادة الجرعة أصبح لدي اكتئاب شديد في الأربعة أيام الأولى، وبعدها رجعت كما كنت في السابق من حيث التوتر والقلق وتكرار الكلمات، وعدم السيطرة على التفكير، وشرود الذهن عند التركيز.
أصبح من الصعب علي أن أكمل قراءة عدة صفحات من كتاب أو مشاهدة فيلم كامل بدون أن أتحرك من مكاني أو التركيز في إجراء محادثة مع شخص ما، كل ما أعلمه من تجربتي مع ريتالين الذي أخذته بدون وصفة طبيب أنه يجعلني أشعر بارتياح كبير، حيث أصبح إيجابيا وسعيدا وقادرا على التركيز بصورة جيدة جدا، ويذهب عني القلق والتوتر، فهل هذا يعني أن لدي فرط حركة؟
أخذت أيضا للتجربة دواء فاليوم 10 ملغم، ولم يذهب القلق والتوتر، فقط أحسست بثقل في الجسم وغثيان، فلماذا يريحني الريتالين؟ وهل يعالج الريتالين القلق والتوتر لأنه يجعلني أشعر بسعادة وأنني إنسان طبيعي؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الأخ الكريم: هناك أمران في استشارتك:
الأول: تشخيص الحالة، القلق والتوتر والاكتئاب، فقد يكون القلق والتوتر هو الأساس، والاكتئاب ثانوي، وقد يكون الاكتئاب هو الأساس ويوجد به أعراض قلق وتوتر، ويقال أن 30% من مرضى الاكتئاب يصاحبه أعراض قلق وتوتر نفسي، هذا من ناحية التشخيص.
اضطراب فرط الحركة عند الكبار: نعم، الآن من الاضطرابات التي تم الانتباه لها حديثا ولها طريقة تشخيص، ولكن لا يتم تشخيصها بالاستفادة من الريتالين، بل لها أعراض محددة يتم التشخيص بها، وليس من الاستجابة للعلاج؛ لذلك يتطلب تشخيص فرط الحركة الذهاب إلى طبيب عند الكبار، وفرط الحركة عند الكبار تشخيصه ليس بالسهولة التي يحدث بها تشخيص فرط الحركة عند الأطفال، هذا من ناحية.
من ناحية أخرى: الأولانزبين مضاد للذهان في المقام الأول، ويساعد في علاج الاكتئاب، ووجد أن إضافة أولانزبين خمسة مليجرام مع (فلوكستين) 12.5 مليجراما معا يكونا أكثر فائدة في الاكتئاب النفسي عادة، أو حتى أحيانا سبعة ونصف من الأولانزبين، بدل عشرة مليجرام التي تناولتها، مع عشرين أو خمسة وعشرين مليجراما من الفلوكستين، تؤدي نتائج طيبة للاكتئاب النفسي.
الريتالين –يا أخي الكريم– هو دواء منشط، وقد يكون قد حدث معك، هو دواء منشط للكبار، ويعطى أحيانا في متلازمة النوم القسري أو القهري عند الكبار، ويعطى لمتلازمة النشاط المفرط عند الأطفال.
الشيء المهم هو: الريتالين أنه قد يسبب إدمانا أو تعودا، لأنه دواء منشط، ولذلك يجب ألا يستعمل بغير وصفة طبية، لأنه قد يسبب إدمانا واضحا، أما الـ (فاليوم) فهو مهدئ ومضاد للقلق، وهنا التناقض، الريتالين منشط، والفاليوم مهدأ، فقد يكون عندك اكتئاب والريتالين يزيد النشاط في جسمك.
فإذا – يا أخي الكريم – موضوعك يحتاج إلى الذهاب والمتابعة والمواصلة مع طبيب نفسي، فهو أكثر قدرة، بعد أخذ التاريخ المرضي المفصل، وبعد تناول معظم مشكلتك، والإحاطة بها، وعمل كشف للحالة العقلية، من خلال الأسئلة المباشرة، ومن خلال مزاجك وتفكيرك، سوف يصل إلى التشخيص المناسب، ومن ثم إعطاؤك العلاج المناسب.
الشيء الذي أحب أن أؤكد عليه: لا بد من المتابعة المنتظمة، الطب النفسي يحتاج إلى متابعة، لأنه ليس هنالك فحوصات محددة، الطبيب من خلال المتابعة يستطيع أن يعرف مدى استجابتك للعلاج أم لا ووجود أعراض جانبية، وحينها إما أن يخفض الجرعة أو يزيدها أو يستبدل الدواء بدواء آخر، وهذا كله يتم من خلال المتابعة المنتظمة مع الطبيب النفسي.
وفقك الله وسدد خطاك.