لا أستطيع الدراسة، وأشعر أنني فاشلة وأفكر بالانتحار، ساعدوني.

0 172

السؤال

السلام عليكم.

كنت متفوقة في السابق، أما الآن لا أستطيع الدراسة مهما حاولت، وقد رسبت، وأشعر أنني فاشلة، وأكره نفسي، وأفكر بالانتحار، فكل من حولي يدرس، مع أنني كنت الأكثر تفوقا، لا أعرف ماذا أفعل؟ فأنا أكره نفسي وأحتقرها بسبب ذلك، وبدأت بإهمال الدراسة بعد وفاة والداي، والآن مهما حاولت لا أستطيع أن أدرس، أنا في سنتي الأخيرة في الجامعة، وأشعر أن حلم التخرج أصبح مستحيلا لي، أريد فقط أن أتخرج بمعدل عال.

وأيضا لا أعرف ماذا أريد، فكل شيء لا أريده يتحقق، وأن دعائي غير مستجاب، وأنني غير موفقة، وكذلك أعاني من النسيان، وكثرة السرحان، وقلة التركيز، والكره الشديد للذات، ودائما أدعو على نفسي بالموت أو بالمرض، وعندما أذهب إلى المستشفى كي أفحص وأجد أنني خالية من الأمراض أحزن جدا، وأشعر أنه يجب علي أن أتعذب أكثر، فأنا أكره نفسي بشكل لا يطاق، ودائما ما أحاول أذية نفسي، وكذلك لا أستطيع الجلوس أمام الكتاب ثانية واحدة، ولا الدراسة مهما حاولت.

أشعر بالفشل الشديد، حيث أن أهلي والجميع يتوقعوا مني التفوق، وأكره عائلتي وكل الناس، وأن الكل يكرهني، وبدأت بهذا الشعور بعد وفاة والداي، كل هذا بسبب وفاتهم، أما الآن كل حلمي هو التخرج بمعدل عال، وأنا لا أستطيع الدراسة، ودائما أتمنى الموت لعجزي عن تغيير نفسي! فقط أفكر بالانتحار.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دعاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأقول لك -أيتها الابنة الفاضلة- الدنيا بخير، الدنيا أفضل مما تتصورين، لماذا كل هذا التفكير السلبي؟! لماذا كل هذا التشاؤم؟! لا بد أن تتوقفي مع نفسك ويكون لك قدرة تصفية الأفكار وفلترتها، تتساقط علينا الأفكار من هنا ومن هناك، بعضها قبيح، بعضها جميل، بعضها محايد، وقد يهيمن أحد هذه المكونات على مسار تفكيرنا كما هو الآن حادث في حالتك، لكن هل يقبل الإنسان كل نوع من الفكر يأتيه؟ لا، الله تعالى خصنا بنعمة العقل وما هو سيء وقبيح وتشاؤمي يجب أن نرفضه، فالإرادة موجودة والإدراك موجود، والبصيرة موجودة، والارتباط بالواقع موجود كل هذا عندك موجود، فيجب أن تكوني حريصة وكيسة وتفلتري أو تصفي الفكر، وتقبلي ما هو جميل وترفضي ما هو قبيح، وبرفضك للقبيح حتى وإن لم يكن هنالك تفكير إيجابي وجميل سوف يأتي، هذه معادلة نفسية سيكولوجية معروفة.

وأنا لا أريد أن تكون حياتك فقط متمركزة فقط نحو الدراسة، نعم الدراسة مهمة وأنت سوف تتخرجين -بإذن الله تعالى-، أنت في سنتك النهائية وسوف تتفوقين -إن شاء الله تعالى-، لكن لتحققي هذه الأهداف انقلي نفسك للحياة بصورة أوسع، أولا نظمي وقتك، وعليك بالنوم الليلي المبكر؛ حتى تستيقظين مبكرا، والترميم الدماغي يتم في أثناء النوم الليلي، وتستيقظين مبكرا وتؤدين صلاة الفجر ما أجملها من افتتاحية ليومك هذا، البكور فيه بركة عظيمة كما علمنا الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وعليك أن تدرسي لمدة ساعة إلى ساعتين فقط في فترة الصباح هذا يكفيك تماما، وأنا -إن شاء الله تعالى- أقول لك: سوف تكونين من الناجحين، كلامي هذا لا مبالغة فيه وقد جربه من جربه ونجح، بل من يبدأ يومه بهذه الطريقة الإيجابية جدا تفتح أمامه الطرق، وسوف يدرس ويدرس، ويستمتع ببقية اليوم، هذا هو الذي أريده منك وليس أكثر من ذلك.

والتغيير يأت منك أنت، غيري الفكر وغيري المنهجية، وغيري نمط الحياة، قطعا أزعجني كلامك أن تدعي على نفسك بالموت هذا لا يجوز كما عرفنا من العلماء والمشايخ، الإنسان لا يدعو على نفسه بالموت، ولا يدعو على نفسه بمقابلة العدو هذا اعتداء عظيم، فلا تعتدي على نفسك -أيتها الابنة الكريمة- ولا تفتحي أبواب الشيطان عليك بهذه الكيفية.

والدك -عليه رحمة الله تعالى- سل الله له بالرحمة، وتصدقي له حتى ولو بالقليل، وبر من كان يبرهم بقدر ما تستطيعين، بل عليك النجاح العلمي العظيم لتكونين في مكان ما، هذه رسالة أوجهها لك -أيتها الابنة الفاضلة-، التحاق والدك بالدار الآخرة يجب أن يكون حافزا وتحديا لك لكي تثبتي أنك جديرة بأن تكوني ابنته.

الأمر الآخر أريدك أن ترفهي عن نفسك بشيء طيب وجميل، هذا مهم جدا، تواصلي مع صديقاتك، تواصلي مع الصالحات من البنات، مارسي شيئا من الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة، وعيشي الحياة من هذا المنطلق وبهذه الكيفية، هذا هو الذي أنصحك به، وأسأل الله لك التوفيق، وتزعجني كلمة الانتحار جدا ما كنت أود منك أن تختمي بها رسالتك أبدا، ولا أريد أبدا أن يكون هذا الفكر القبيح جزء من فكرك، لا تخسري الدنيا والآخرة بهذه الكيفية، أنت صغيرة في السن وطاقتك موجودة، وأمامك مستقبل طيب -إن شاء الله تعالى-.

مواد ذات صلة

الاستشارات