هل هناك علاج للقلق والخوف والرهاب الذي يكاد يقتلني؟

0 219

السؤال

السلام عليكم..
أنا شاب، عمري 27 سنة، أعاني من الرهاب الاجتماعي حيث أنني أشعر بالخوف دائما من مواجهة الأشخاص مهما كان اختلاف أعمارهم حتى وإن كان طفلا صغيرا، فإني أخاف من مواجهتهم خوفا من إحراجي وعدم القدرة على الرد، أشعر بالخوف والقلق من المستقبل، مع أن المستقبل بيد الله، ولكن الأفكار والخوف تسيطر علي.

حتي في عملي دائما أشعر بالخوف من مواجهة من زملائي في العمل، حتى لو كنت على حق، كثيرا ما أفكر بترك العمل، فحال رؤيتي للأخطاء الكثيرة التي تحصل في العمل بسبب خوفي من المواجهة، حتى أقاربي أخاف من الكلام والمواجهة معهم.

وبسبب خوفي أكتم بداخلي إلى أن أبكي بسبب عدم قدرتي على المواجهة والخوف.

أخاف من أي شيء حتى لو كان صغيرا، فأرجو وصف علاج ومساعدتي في التخلص من هذا الرهاب حتى لو باستخدام علاج كيميائي.

الأمر الثاني: وهو أني بجانب الخوف أشعر دائما بالقلق المستمر بسبب أو بدون سبب أشعر بأن داخل عقلي شيء ضاغط على مخي، بحيث يجعلني أحزن باستمرار أو يجعلني لا أفرح وأن عقلي دائم التفكير في كل شيء مقلق وسيء، وأشعر بالكسل والاكتئاب والابتعاد عن الناس الذي كنت قريبا منهم فجأة.

لم أعد أثق بأحد من الناس، وأن كلهم يتمنون لي الشر، ومن أجل ذلك لم أعد أحب أحدا، على الرغم من أني لم أكن كذلك، كنت أضحك وأخرج في رحلات، ولكني لم أعد أشعر بطعم شيء بسبب القلق والاكتئاب.

أرجو مساعدتي في التخلص من ذلك القلق والاكتئاب الذي يكاد يقتلني، وفيما لو أن هناك علاجا لهذا القلق والرهاب؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأخ الكريم: الرهاب الاجتماعي خوف وقلق ينشأ في المواقف الاجتماعية، عندما يواجه الشخص ناس معينين، إما أن يتكلم ويتحدث أمام جمع من الناس، أو يأكل أمام جمع من الناس، أو حتى يصرف شيكا أو يوقع عقدا أمام جمع منهم، ويصاب بارتباك وقلق، ويشعر وكأن كل الناس يراقبونه وينظرون إليه وينتقدونه، ويحاول تفادي هذه المواقف بقدر ما يستطيع. هذا هو الرهاب الاجتماعي.

إذا كان الرهاب ممتدا بصورة عامة، ليس محدودا في مواقف معينة ولكن في مواقف اجتماعية كثيرة فأحيانا يسمى بـ (القلق الاجتماعي)، والعلاج واحد على أي حال، إما أن يكون بالأدوية –أو بالعقاقير الكيميائية كما ذكرت– أو بالعلاج السلوكي المعرفي، والعلاج السلوكي المعرفي هو أن تواجه هذه المواقف ولا تتهرب منها، ولكن تواجهها بطريقة علمية منضبطة مدروسة متدرجة، ويستحسن أن تكون عن طريق معالج نفسي متمرس، يحلل كل المواقف التي تصاب فيها بالرهاب والقلق، ويبدأ بالمواقف الأقل قلقا حتى يزول القلق، ثم ينتقل إلى أخرى، وهذا يكون في جلسات متعددة.

والعلاجات الدوائية كثيرة، والأفضل دائما الجمع بين العلاج الدوائي والعلاج السلوكي المعرفي، ومن الأدوية التي تستعمل كثيرا في الرهاب أو القلق الاجتماعي وآثارها لا تذكر ولا تسبب الإدمان، منها دواء يسمى: (سيرترالين)، ويعرف تجاريا (زولفت) ويأتي في شكل حبوب 50 مليجراما، ابدأ بنصف حبة (خمسة وعشرين مليجراما) ليلا بعد الأكل لمدة أسبوع، وذلك لتجنب بعض الأعراض الجانبية مثل عسر الهضم أو الغثيان، وهذا يحدث في بداية العلاج ثم ينقطع.

نصف حبة ليلا بعد الأكل لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة، وسوف يبدأ مفعولها بعد أسبوع، وإن شاء الله تزول هذه الأعراض التي تعاني منها بعد مرور شهر ونصف إلى شهرين من استعمال العلاج، وننصح بعد ذلك بالاستمرار في العلاج حتى إذا زالت كل الأعراض، إذا أصبحت طبيعيا وتمارس حياتك طبيعيا من المستحسن أن تستمر في العلاج لفترة لا تقل عن ستة أشهر، وذلك خوفا من حدوث انتكاسة في هذه الفترة، إذا توقفت عن العلاج في هذه الفترة قد تحدث انتكاسة وتعود الأعراض من جديد.

وبعد إكمال الستة أشهر يمكنك أن تبدأ بخفض الجرعة، ربع الجرعة كل أسبوع، وتحتاج لمدة شهر كامل للتوقف نهائيا من العلاج.

الشيء الآخر الذي أحب أن أضيفه: إذا كانت خمسين مليجراما أو حبة واحدة لم تفد فائدة كبيرة -أي بعد مرور شهر ونصف تحسنت الأعراض ولكن ليست بدرجة كبيرة، أو لم تزل كل الأعراض-، فيكنك زيادة الجرعة إلى حبة ونصف –أي خمس وسبعين مليجراما– وبعد أسبوعين آخرين يمكنك تناول مائة مليجرام -أي حبة صباحا وحبة مساء– وبعد ذلك ينطبق عليها أيضا شروط الاستمرار لمدة ستة أشهر، والتوقف التدريجي بخفض ربع الجرعة كل أسبوع.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات