السؤال
السلام عليكم
بعدما ضاق صدري مما يحدث لي قررت أن ألجأ إلى الله ثم إلى موقعكم الكريم بحثا عن جواب أو طرف خيط.
أنا فتاة أبلغ من العمر 23 سنة، جامعية، وأملك وظيفة جيدة، وعلى قدر عال من الجمال بفضل الله تعالى.
قبل ما يقارب سنة تمت خطبتي لشاب اعتقدت أن أجد به الشريك المناسب، ولكن بعد خطبتنا بثلاثة أشهر قررت أن أفسخ الخطوبة؛ لأنني رأيت بعدا فكريا واسعا بيننا، وبالفعل تم الفسخ بكل ود واحترام، وحتى يومنا هذا لم يتقدم لطلب يدي أحد، على مدار سنة كاملة تقريبا! أشعر بالخجل ممن حولي فجميعهم توقعوا لي أن أخطب مباشرة مرة أخرى، ولكن هذا لم يحدث.
أعلم أنني صغيرة بالسن، وأنا لست على عجلة من أمر الزواج، ولكني أسأل نفسي ما هو السبب وراء عدم تقدمهم لخطبتي، رغم أنني بفضل الله أملك جميع مقومات شريكة الحياة التي يتمناها أي شاب وأسرتي ذات قدر عال اجتماعيا في بلدتنا الصغيرة.
بدأت أشغل نفسي بكل شيء عسى أن يصرف عني الله تلك الأفكار التي تبعث اليأس في نفسي، بدأت في دراسة الماجستير، وبدأت بالتفرغ لهوايات قديمة، وأنا الآن أطورها لتصبح مهنية أكثر من كونها هواية.
دائمة الابتسامة والحيوية، ولا أسمح لتلك الأفكار بعرقلة سعادتي، ولكني ما ألبث أن أضع رأسي على وسادتي لأنام حتى يراودني السؤال: "لماذا لم يدق بابك أحد خلال سنة كاملة"؟ هذا ليس طبيعيا! هناك فتيات أقل منك جمالا وأدبا ولطفا وعلما، ويدق أبوابهن الكثيرون، ويرفضن الكثيرين، وأنت في سنة كاملة لم تنجحي في رفض عريس واحد بسبب أنه غير موجود أصلا! جميع صديقاتك ومعارفك ومعارف أهلك، وكل جمالك وعلمك لم يسعفك!
ضاق صدري، لا أريد خطبة، ولا أريد زواجا فقط، أريد أن أشعر أنني مرغوبة ومطلوبة كما كنت قبل خطبتي الأولى، كنت أرفض شبابا كثيرين، وبعضهم أطباء وذوي مناصب مرموقة، والشاب الذي خطبت له لا يقل عنهم، ولكن أين كل هذا قد ذهب فجأة؟ ما الذي يحدث سوف أجن! لا أريد أن ألجأ لطرق التفافية، وأن أتعرف على شباب بطريقة غير شرعية، أخلاقي تمنعني وخوفي على سمعتي يمنعني، ثم إنه محرم دينيا، هل يحبس عني الله هذا الرزق بسبب معاص قمت بها؟ هل هناك ما أفعله أنا لأساهم في تقدم الشباب لخطبتي؟
أنا أحسن ظني بالله وأتفائل وأتفائل، وسأبقى أتفائل في الله نور السموات والأرض، ولكن تعبت!
انتظار المجهول أمر صعب، والأصعب أنني مجبرة على تخبئة صعوبته خلف ابتسامة دائمة حتى أمام أقرب الناس لي، وهم أهلي، انصحوني!
لدي سؤال بموضوع آخر: هل يعقل أن لا يستجيب الله لدعائي عند الكعبة؟ ألم نقرأ دائما أن الدعاء في بيت الله الحرام، وفي العمرة تحديدا يتحقق؟
دعوت أمورا لم تتحقق وأنا واثقة أن الله يدخرها لي، وهي في أمانة، ولكن هل يعقل أن لا تتحقق في الحياة الدنيا؟
عذرا على الإطالة.