كيف يكون التعامل مع مريض السرطان في مختلف أموره الحياتية؟

0 222

السؤال

السلام عليكم.
جزاكم الله خيرا على هذا الموقع المتميز.

أختي أصيبت بميدلو بلاستوما: السرطاني الأورمي النخاعي، وهي في سن 15 عاما؛ أجريت لها عملية جراحية في المخ، والحمد لله نجحت العملية.

فحوصات الذكاء والتطور تقول: إن أختي في صحة عقلية ممتازة، ولا يوجد أي شيء سلبي، والحمد لله، وبالنسبة لي فأنا من خلال تعاملي مع أختي أراها هي هي، ليست بكامل قواها العقلية والذهنية التي اعتدنا عليها؛ غير أن الطبيب قال: ستلاحظون غضبا سريعا لديها بسبب الأدوية...الخ.

أختي منذ سنة ونصف توقفت عن الدراسة بسبب العملية، وكما تعلمون كيف تكون نفسية المراهقة التي في بداية حياتها فجأة تتوقف عن ممارسة حياتها بشكل طبيعي، وترى نفسها عاجزة عن إحضار كاس ماء لها على الأقل!

الحالة المادية للأسرة صعبة جدا، وأرى على ملامح أختي الإحباط والملل، لأنها أغلب أوقاتها في المنزل، إلا يوما واحدا تخرج مع أمي إلى خالتي، ونحن نقودها لأنها لا تستطيع المشي لوحدها.

أختي تطمح لأن تكمل دراستها وتصبح معلمة، وهي تواجه صعوبة مع المواد، لأنها انقطعت فترة طويلة عن الدراسة.

نحن نستحيي أن ننزهها في المتنزهات، وأن نمشيها في الشارع لكي تروح عن نفسها، حتى لا يتكلم الناس وينتقدونا، ونستحيي أن نأخذها لتزور صديقاتها، مع أنها تطلب ذلك، ونعتذر لها بشتى الاعتذارات، ولا نريد أن نفاجئها بواقعها الذي يقول: إن الناس ينتقدونك، وسيقولون عنك كذا وكذا، بأن ابنتكم مريضة، ولا نعتب عليكم إذا لم تزورنا.

أريد أسماء كتب لأختي تقرأها حتى ترتقي بمستوى تفكيرها، وتتمرس على القراءة، وأريد خطة لها، لكي أرتقي بها من جميع الجوانب الأخلاقية والفكرية والذوقية والانفتاح والثقافة...والخ، من هذه الأمور التي تجعلها إنسانة، وبنتا رائعة من كافة الجوانب.

هل ستتزوج أختي؟ كيف؟ ومن؟ لأن من تمرض بهذا المرض في مجتمعنا لن يتقدم شاب لخطبتها، فهل علي وحدي أن أقوم بهذه الأمور أم يجب على جميع الأسرة التعاون؟

أهلي يتعاملون مع أختي بشكل خاطئ، في بداية مرضها كانوا جيدين نوعا ما ثم بعد مرور الوقت أصبحوا يسيؤون.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أمير حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله تعالى لأختك هذه العافية والشفاء، لا شك أنها مرت بظروف صعبة، وهذه الأورام ليست سهلة لكن الحمد لله تعالى، العملية كانت ناجحة، والله تعالى أنعم عليها بنجاح هذه العملية، والأمور يجب أن تقبل كما هي، وحقيقة معروفة وثابتة، وهي أنه من رحمة الله تعالى أن الناس الذين هم في موقف أختك هذه تأتيهم طمأنينة داخلية تعمهم الرحمة وتتسخر لديهم وسائل دفاعية داخلية نفسية، نسميها بالدفاعات النفسية، منها دفاع التبرير منها دفاع النكران منها دفاع الصبر، منها دفاع الأمل، هذه كلها آليات نفسية معقدة جدا، تجعل من في حالتها يتعايش مع وضعه، فأرجو أن تطمئن من هذه الناحية.

الأمر الآخر، التغيرات التي تحدث عنها الطبيب أنها ربما تصبح سريعة الغضب أو الانفعال هذا ليس بسبب الأدوية في الغالب هذا بسبب التغيرات في الشخصية التي تحدث بعد العمليات الجراحية الدماغية، والذي يظهر لي أنه لم يحدث لها أي نوع من التغير الكبير في شخصيتها، أو مقدراتها المعرفية، فالحمد لله تعالى، هي متوازنة جدا.

الشيء الذي أريد الأسرة أن تدركه هو أن هذه الفتاة بالرغم من أنها معاقة يجب أن لا تعامل هكذا، يجب أن لا تعامل معاملة الشخص المعاق أبدا، ويجب أن لا تشملوها بشفقة أكثر مما يجب، دعوها تقوم بشؤونها بقدر المستطاع، ولماذا لا تخرجون بها في المتنزهات أو لزيارة الناس؟! على العكس تماما الناس ستقدر ذلك، وستجد منهم الاحترام، وسيثنون على كفاحها وإصرارها على التغلب على علتها.

يجب أن تكونوا على هذه الشاكلة، ودعوها تدير شؤونها بقدر المستطاع، هذا هو التأكيد المطلوب، دعوها تذهب إلى كورسات في الكمبيوتر أو خلافه إذا لم تستطع أن تستمر في التعليم المنتظم، وما الذي يمنعها من الاستمرار في التعليم المنتظم، حتى وإن كان ذلك تعليما بالمساء مثلا.

أرجو أن يكون توجهكم على هذه الشاكلة، وبهذه الكيفية وبهذه الطريقة، طبعا أنت لا تكون لوحدك إنما بقية أفراد الأسرة، يجب أن يتعاونوا في هذا السياق، وأكرر مرة أخرى، لا تشعروها كأنها عاجزة لا تقوموا بعمل الأشياء لها، وأيضا يجب أن تستشيروها مثلا في شؤون الأسرة، يجب أن لا تكون شخصا مهمشا أبدا، خذوا برأيها أعطوها اعتبارها هذا يفرحها كثيرا، دعوها تصلي صلواتها في وقتها، دعوها تتعلم شيء من القرآن، هذا فيه رحمة كبيرة جدا.

من الكتب الجيدة كتاب الشيخ الدكتور عائض القرني (لا تحزن)، ومن الكتب الممتازة جدا وهنالك كتاب يسمى (كيفية التعامل مع الذات) للدكتور صالح الرشيدي، وتوجد كتب أخرى كثيرة.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات