السؤال
السلام عليكم.
لاحظت على والدتي البالغة من العمر 59 سنة مشكلة منذ فترة طويلة لا تقل عن 10 سنوات، وهو أني أشك بأنها مصابة بمرض نفسي، فقد اعتادت أمي أن تسرق المال سواء من جيبي أو أي مكان تجد فيه المال –ليس في الشارع، ولكن في محيط العائلة-، ووالدي وأختي يعرفان ذلك، كما أنها كثيرة الكذب وبدون سبب، وأيضا تتخيل أصواتا وأناسا وحيوانات، ولو شاهدت أحدا في الشاشة يقول: السلام عليكم، فإنها ترد عليه وتبتسم، أو أنها تتخيل أنها ستتزوج الرجل الذي تشاهده وتهاجر معه، وأختي مرارا وتكرار تخبرها بأن ما تراه مجرد فيديو وليس حقيقيا، ولكنها لا تصدق، وأصبحت ترتدي الحجاب وتعتني بنفسها، ولا تريد أن تذهب إلى الطبيب النفسي، وتهدد أبي بالطلاق أو قتل أحدنا، فهي لا تحب الطبيب ولا الدواء، فكيف نتصرف مع أمي؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله تعالى لوالدتك العافية والشفاء.
بالفعل والدتك لديها علامات ومؤشرات واضحة تدل على أنها تعاني من نوع من الاضطراب النفسي، قد يكون متعلقا بشخصيتها، والاندفاع نحو السرقة، وكذلك الكذب علة وعلة رئيسية في شخص في مثل عمرها، ولديها الآن هذه الخيالات الغير منطقية، وهي مرضية ولا شك في ذلك، أعتقد أنه لابد أن تقدم إلى طبيب نفسي، مهما رفضت وقاومت ذلك يجب أن نحاول ونحاول.
ومن الوسائل الطيبة ألا تتحدثوا معها جميعا، دعوا شخصا واحدا تثق فيه ليتحدث معها، ولا يقول لها أنك مريضة، يحاول إقناعها من خلال التودد إليها، وأننا نلاحظ أنه ربما يكون لديك نوع من الإجهاد النفسي، فلماذا لا نذهب إلى الطبيب النفسي، وتقومي بإجراء بعض الفحوصات، وتتحدثي مع الطبيب، من خلال ذلك يمكن إقناعها.
إذا شخص واحد يتحمل مسؤولية التواصل معها، ودائما يعطيها الانطباع أن بقية أفراد الأسرة لا يعلمون بهذا الأمر. هذه طريقة جيدة.
وأن تحاولوا أن تبنوا علاقات إيجابية معها، مهما كانت الظروف، أن تقدر، أن تحس أنها شخص تحتاجه الأسرة، أنها شخص جيد، أنها شخص فعال، ونوجهها بصورة غير مباشرة لتجنب أخطائها، وإبداء التقدير التام لها، أعتقد سوف تلين كثيرا في موقفها حول عدم الذهاب إلى طبيب نفسي، وهذا يمكن أن يكون مدخلا جيدا.
الأمر الآخر هو: أن تذهب إلى طبيب، طبيب الأسرة مثلا أو طبيب الباطنة الذي تثق فيه، ويكون هنالك اتفاق بينكم وبين الطبيب الذي سوف تذهب إليه، بغرض إجراء فحوصات طبية عامة، وحين يكون الطبيب على إدراك ودراية بالتغيرات النفسية الكثيرة بعد أن يفحصها، ويقوم بعمل الاختبارات الطبية المطلوبة، سوف يقوم بإقناعها أو تحويلها إلى الطبيب النفسي، وهذه أيضا وسيلة جيدة.
من الوسائل الجيدة أيضا: أن نقنعها أنها في حاجة لمن يرقيها، وإن أتتها إحدى الداعيات لتقوم برقيتها ويكون هنالك اتفاقا مع الداعية لتنصحها بالذهاب إلى الطبيب النفسي.
هذه كلها وسائل مجربة ووسائل ناجحة جدا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.