أصبحت أحب الاكتئاب لما يسببه من نجاحات في حياتي، فبماذا تنصحونني؟

0 205

السؤال

السلام عليكم.

عندما أكون مكتئبة أنجز المهام كاملة وأنجح، وذلك بسبب الضغط الداخلي الذي أعاني منه، أما السعادة فإنها تشعرني بالفراغ.

كنت بالثانوية مكتئبة، وقد حصلت على درجات عالية، وعند دخولي الجامعة حدثت تغيرات، ففقدت الاكتئاب، ومن ثم ضعف إيماني، وعانيت من كره المذاكرة بلا سبب، وطلبت من والدي مرارا وتكرارا أن يأخذني إلى راق شرعي، ورفض، ففشلت، ثم فصلت من كلية الطب.

كما أنه حدث خلاف مع الزملاء ضدي أنا وضد الفصل كاملا، ثم فقدت شخصيتي، وشعرت بأنني غبية وبدون شخصية، وهذا سبب كثرة إساءة زملائي لي، لأني هادئة جدا، ولا أختلط بالآخرين، فيظنونني مغرورة ومتكبرة، وأنا بالأصل مكتئبة، ولا أعرف كيف أتحدث مع الآخرين، فكلامي مضطرب، ولكني ذكية، وكنت أنوي الذهاب إلى طبيب نفسي، ولكني عندما أرى والدي لا أستطيع الحديث معه، كما أنه يقول دائما: أن الأدوية تؤدي إلى الجنون.

وقالت لي معلمة ذات مرة عندما كنت أدرس في الثانوية بأن هناك علاجات قد يحتاجها العقل، وأنه يلزمني الذهاب إلى طبيب نفسي.

الآن أنا أعاني من اليأس وسوء الظن وضعف الإيمان، حتى أخلاقي فسدت، فقد أصبحت كثيرة الشجار وحساسة جدا عكس السابق، وبصراحة أود أن يعود الاكتئاب حتى أعود لنجاحي السابق، فكيف أحصل على الاكتئاب؟ كما أنني لا أرغب ولن أذهب إلى طبيب نفسي.

عندما أتناول وجبه الغداء مع غرباء أجد نفسي مرتبكة، وأنظر إليهم وهم يأكلون، وأحيانا لا أعرف أين أنظر، فأعبث بالجوال أو أشاهد التلفاز، حتى الآخرين يتضايقون مني ويسخرون من نظراتي، وبسبب المواقف التي تعرضت لها منذ الصغر أصبحت انطوائية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ روان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا شك أن الاكتئاب النفسي الحقيقي لا يؤدي إلى زيادة في الفاعلية الإنسان، على العكس تماما يؤدي إلى هبوط في رغبات الإنسان في مهاراته وفي أدائه، والذي تتحدثين عنه ربما يكون نوعا من تقلب المزاج الذي يأتيك، وحين تكونين في مرحلة انشراح أو ابتهاج نسبي لا تكترثين كثيرا لأن تكوني إنسانة فاعلة، وحين يكون مزاجك في جانب الانقباض الجزئي البسيط وليس الاكتئاب تكونين منتجة، وتكونين فاعلة، وتأخذين الأمور بجدية أكثر، لأنه لا توجد أشياء تصرف انتباهك.

أعتقد أن هذا هو الأقرب للتفسير العلمي لحالتك، أما الاكتئاب فلا علاقة له أبدا بالإنتاج أو الفاعلية، الاكتئاب مرض كريه، مرض سيء، يجب أن يعالج إن وجد.

أنا أريدك حقيقة أن تفكري بصورة إيجابية حول هذا الذي يحدث، وتحاولين أنت أن تنقي الشوائب النفسية السلبية.

أنت ذكرت أنك أصبحت كثيرة الشجار، هذا لا يجوز، هذا أمر ليس طيب، لا تقبلي أي تصرف، لا تقبلي أي فكرة، لا تقبلي أي شعور، كوني إنسانة يقظة وصاحبة مقدرة على قبول ما هو حسن، ورفض ما هو سيء.

وأنت والحمد لله تعالى كاملة البصيرة، ومرتبطة بالواقع، فلماذا كل هذا؟ وربما يكون لديك عدم استقرار أيضا في البناء النفسي لشخصيتك، لكن هذا إن شاء الله تعالى يتطور تدريجيا.

طبعا أمر مؤسف أنك فقدت فرصة في تعليم جيد، لكن -إن شاء الله تعالى- يحمل لك المستقبل ما هو أطيب، ابحثي عن وسائل تعليمية عن طريق كورسات أو شيء من هذا القبيل، قومي مثلا ببرنامج لحفظ القرآن الكريم، اذهبي إلى مراكز التحفيظ، انخرطي في أي جمعية نسائية ثقافية أو اجتماعية أو خيرية أو دعوية، هذا كله يجعل طاقتك تتوجه التوجه الإيجابي السليم.

وأريدك أيضا أن تقرئي بعض الكتب المفيدة، كتبا عن الذكاء الوجداني، أعتقد أنها سوف تجعلك أكثر إيجابية في توجهاتك الفكرية، وكذلك التعامل مع الآخرين، اقرئي كتبا عن التنمية البشرية، هنالك كتب أيضا عن كيفية التعامل مع الذات هذه كلها إن شاء الله تفيدك، وكتاب الشيخ الدكتور عائض القرني (لا تحزن) أنا أراه كتاب جيد ومفيد جدا، ومنهجه الإسلامي سلس، وإدخاله للكثير من الفنيات السلوكية أعتقد أنه مفيد للناس.

وللفائدة راجعي العلاج السلوكي للاكتئاب: (237889 - 241190 - 262031 - 265121).

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.. وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات