السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عمري 16 سنة، أحس أنني أفقد شخصيتي وقدرتي على الكلام، وأظل أراقب تصرفاتي وأقارنها بالناس، وأصبح أفكر وأفكر وأعتقد أنني مجنون، وتزداد الأفكار عمقا، أظل أصارع نفسي طوال الوقت حتى أظن أنني مجنونا.
حينما أرى شيئا مخيفا، أو شخصا يعاني حالة نفسية مثلا أخاف على نفسي أن أصبح مثله، أحيانا يكون يومي جيدا، خال من كل هذه الإشكاليات، واليوم الذي بعده تأتي أي تصرف، أي شيء أعتبره حالة نفسية، أحلل المواقف كثيرا، ولدي مشكلة في الشرود، أصبحت أجد الحياة مملة لا أحبها، لا تهمني معظم نشاطاتي اليومية، أصبحت حياتي تعيسة.
أنقذوني، وبارك الله فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنت تمر بمرحلة التطوير النفسي والفسيولوجي والجسدي والهرموني، وهذه المرحلة تتميز من الناحية النفسية بوجود شيء من عدم الاستقرار النفسي، وكثيرا ما يكون هنالك درجة عالية إلى متوسطة من القلق من الوسوسة، من المخاوف، من عدم التأكد من الذات، مشاكل كثيرة تتعلق بالهوية بالانتماء، وأبشرك أن هذه مراحل مؤقتة، مراحل عابرة لن تستمر معك كثيرا.
وموضوع شرود الذهن، وعدم التركيز ناتج من القلق، وتخوفك من الذين يعانون من الحالات النفسية، ونوعا من المخاوف الوسواسية، وليس أكثر من ذلك.
أرجو أيها الفاضل الكريم أن تترك هذه الأفكار جانبا، وأن لا تهتم بها أبدا، نعم هي سوف تكون ملحة عليك، لكن أنت كن ملحا وقويا وصامدا في رفضها، واستبدل الفكرة السيئة بفكرة طيبة ومقبولة لك في ذات الوقت، وركز على ممارسة الرياضة، كرة القدم على وجه الخصوص تمتص مثل هذه الأعراض، أعراض القلق والتوترات، وزع وقتك، يجب أن تنام بالليل نوما مبكرا، اجتهد في دراستك، وراجع دروسك بعد صلاة الفجر، كن بارا بوالديك هذه هي الوسائل والطرق التي تتخلص من هذه التغيرات النفسية والفسيولوجية العابرة -إن شاء الله تعالى-، الصلاة في وقتها أمرا مهم جدا تبعث في نفسك الطمأنينة، وأنت لا تحتاج لعلاج دوائي.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.