السؤال
أنا أمراة أبلغ من العمر 25 عاما، متزوجة من شخص كان زميلا لي في الجامعة، ويكبرني بعام واحد، هو على خلق عال، ومهذب، ويحبه كل من يعرفه، ومهتم جدا جدا بعمله! ويعاملني بما يرضي الله، ولكنه لا يصلي، وغير قريب من الله!
حاولت نصحه أكثر من مرة أنا وأهله، ولكنه لا يحب أن يوجهه أو ينصحه أحد! وأحيانا قليلة يصلي، ولكن يرجع مرة أخرى إلى ترك الصلاة، ولكنه يصلي الجمعة، ويصلي أحيانا كثيرة في رمضان، مع العلم أنه يؤدي باقي الفروض: من صيام، وزكاة، وهو كثير الصدقة، ويساعد الفقراء والمحتاجين كثيرا وبمبالغ كبيرة!
أنا لا أعرف ماذا أفعل معه!؟ هذا الموضوع يقلقني جدا! وأنا دائمة التفكير فيه، الرجاء إفادتي بالحل! مع العلم أنني نصحته كثيرا دون جدوى.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلمى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك، وأن يشرح صدر زوجك للصلاة، وأن يمن عليك بالصلاح والسعادة في الدارين.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فمع الأسف الشديد أن هذه هي رسوبيات التربية الإسلامية القاصرة، حيث ينشأ الإنسان في بيئة لا تولي الصلاة الاهتمام الكافي والمطلوب، مما يشعر الإنسان بعدم أهميتها، حتى تصبح شيئا هامشيا في حياته مع تقدم عمره، حتى ولو أصبح أبا أو زوجا فإنه لا يجد لديه الدافعية الذاتية للاهتمام بها والمحافظة عليها، بل ويكره أن ينصحه أحد أو أن يوجه له بعض اللوم أو العتب على ذلك، وكما قال الشاعر:
وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوده أبوه
وما دان الفتى لحجى ولكن يعلمه التدين أقربوه
فإذا فقدت الأسرة دورها التربوي الإسلامي، وانصب اهتمامها فقط على الصحة والتعليم والأكل والشرب وبعض الأخلاق، كان هذا هو رصيد أبنائها في المستقبل، ومن هنا قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما من مولود إلا ويولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) فالأسرة هي الأساس، وهي أهم معقل من معاقل التربية، وأتصور أن زوجك ضحية أسرة أهملت هذا الجانب، ولذلك يحتاج في العلاج إلى صبر جميل وطول نفس، وحكمة وأناة، ورحمة ومودة؛ حتى يعاد تأهيله مرة أخرى، فأنصحك أختي سلمى أولا بالدعاء له، والإلحاح على الله أن يهديه، وأن يشرح صدره للصلاة والمحافظة عليها.
ثانيا: لا تتوقفي عن التذكير بالصلاة وأهميتها كلما أتيحت لك الفرصة، مع عدم الإكثار أو استعمال أسلوب الأمر أو الوعيد أو الشدة.
ثالثا: تنبيهه بأنه قدوة لأولاده، وأن أولاده سيقتدون به في ذلك، وأنه بذلك سيتحمل وزرهم مع وزره بدلا من أن يشاركهم في الأجر والثواب عند الله.
رابعا: حاولي شراء شريط (لماذا لا تصلي) للشيخ محمد حسين يعقوب، وحاولي أن يسمعه معك، فهو شريط مفيد ومؤثر، وكذلك أي أشرط عن الجنة والإيمان.
خامسا: عليك بالاستعانة ببعض أهله الصالحين أو أصدقائه؛ لسحبه معهم إلى المسجد، ودعوته لحضور بعض المحاضرات أو الندوات القريبة منكم، فالصاحب ساحب، فاجتهدي في ذلك.
سادسا: حافظي على الاهتمام به، وأن تكوني له نعم الزوجة من جميع النواحي؛ لأن هذه طريقة غير مباشرة في الدعوة إلى الله، حتى لا يتهمك بالتقصير في حقوقه بسبب الصلاة كما يفعل البعض، وإنما كوني دائما في أحسن حال وهيئة وزينة وبر وحنان، وتقدير واحترام، حتى تساعديه على قهر شيطانه وهواه.
وأعتقد أن المسألة مسألة وقت، وعما قريب سيرده الله إلى رشده، ويشرح صدره لذلك، فلا تتعجلي النتائج، وإنما سل الله التعجيل بالخير والهداية والصلاح.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق، وله بالصلاح والاستقامة على الدين.