السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!
أنا أعاني من مشكلة يعاني منها الكثير من الناس، وهي الإدمان على الأغاني، لا تتصورون كم أحب الأغاني، مع أنها حرام! وهذا يعذبني! بالإضافة إلى أنها قد جرتني لارتكاب معاص كثيرة أخرى.
الآن أحس أن الدنيا ضاقت بما رحبت علي؛ لأنني أحسست أن الله لن يتركني بلا عقاب على ما أفعل، وأنا الآن معلقة بسيف له حدان: إن استمعت إلى الأغاني أنبني ضميري، وإن لم أستمع يداهمني إدماني وشيطاني!
حاولت مرارا وتكرارا أن أترك الأغاني، لكن أنا لا أملك الإرادة أيضا، وكذلك أهلي يستمعون الأغاني، فكيف أتركها، وهم مثلي صبح مساء يستمعون لها! أحس بضلال كبير! أحس أني تائهة! ولا أجد سواكم أشكو له مصيبتي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ ليلي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعا رشدنا! ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!
فإن الأغاني بريد الزنا، وهي صوت الشيطان وقرآنه، وهي تنبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل، وعندما وضع بعض العلماء كلمات الأغاني في ميزان الشريعة وجدها تشتمل على الإشراك والكفر والفسوق والعهر، هذا مع ما يصاحبها من موسيقى محرمة وتؤدى بطريقة فيها ميوعة وانحلال.
ولابد أن نعلم أن بيئة الغناء هي بيئة المخدرات والمنكرات والفضائح التي فاحت روائحها المنتنة على صفحات الصحف ووسائل الإعلام، فكيف ترضى فتاة مسلمة أن تستمع لأمثال هؤلاء، وتعجب بهم وبغنائهم؟!
ولا شك أن المعاصي آخذة برقاب بعضها البعض، فكل معصية توصل إلى مثلها، والعياذ وبالله، وليس سماع الأهل للأغاني عذرا، بل إن هذا الواقع ينبغي أن يدفعك لمزيد من الحرص على ترك الغناء لتنقذي نفسك وأسرتك من مصائد الشيطان، واحرصي على إيجاد البديل من أشرطة القرآن، والأناشيد الإسلامية، شريطة أن تكون الأناشيد منتقاة وقليلة، فإن المسلم لا يقدم على القرآن سواه، وكما قال لبيد بن ربيعة الذي كان من أشعر العرب بعد أن أسلم: "ما كنت لأقول الشعر بعد أن أكرمني الله بسورة البقرة".
والمسلم له إرادة قوية يستطيع معها أن يترك الطعام والشراب لله، فكيف يضعف أمام أغنية عاهرة!؟ وأرجو أن تحرصي على التخلص من أشرطة الغناء باستبدالها بأشرطة محاضرات ودروس نافعة، وإلا فتقربي إلى الله بالتخلص منها، وهذا بلا شك يعينك على التوبة والرجوع إلى الله، واختاري لنفسك صديقات صالحات واشغلي نفسك بالمفيد، فإن الذي لا يشغل نفسه بالحق والخير تشغله نفسه باللهو والباطل.
ولاشك أن هذا السؤال يدل على أن فيك بذرة خير ونفسا لوامة على هذه المخالفات، فاحرصي على تنمية نوازع الخير في نفسك، وتعوذي بالله من الشيطان، واحرصي على تلاوة القرآن والذكر للرحمن، وتجنبي الوحدة فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الجماعة أبعد.
وتذكري أن العمر قصير، والعاقل يجعله في طاعة الله، فاستعيني بالله ولا تؤخري التوبة فإن الأعمار بيد الله، والإنسان لا يدري إذا دخل عليه الليل هل يعيش إلى الفجر؟ وهذا هو ما ينبغي أن تنبهي له الأهل حتى يخرجوا من حياة الغفلة والضياع، واحرصي على أن تكوني لطيفة في النصح لهم والتدرج معهم مع ضرورة إيجاد البدائل المناسبة، واستضافة أهل الخير في المنزل وإدخال الأشرطة النافعة والكتب المفيدة، ولا تجعلوا المنزل ميدانا للشيطان، فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر ويصد عن ذكر الله وعن الصلاة.
ونسأل الله لك التوفيق والسداد والهداية والثبات.