السؤال
السلام عليكم
أنا فتاة عمري 24 سنة، أشعر أني خيال، وأني غير موجودة، وكل من حولي خيال، وأخاف وأشعر أن لا فائدة من الحياة، وانعدام الأمل، وألا فائدة من أي شيء، حتى أني كرهت كل شيء، أنام من الفجر إلى منتصف الليل، ولا أهتم لذلك.
أشعر أن لا شيء يسعدني، وأن السعادة بعيدة عني، وأتمنى الموت لأرتاح، سئمت كل شيء، علما أني الآن في مرحلة اختبارات نهائية، وتغيبت عن الاختبار النهائي بسبب خوفي، وأنه لا فائدة من الاختبار، ولا الحياة، ولا شيء، كنت دائما أحلم بمستقبلي، وأتمناه جميلا، والآن هدمت مستقبلي، ولا أدري ماذا أفعل في الاختبارات القادمة؟
حللت واكتشفت أن بي نقص فيتامين د حاد، وفقر دم حاد، ولا أعلم هذا السبب أم لا؟
أرجو مساعدتي مشكورين.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ روح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في استشارات إسلام ويب.
أيتها الفاضلة الكريمة: هذا الفكر السلبي المستحوذ عليك يجب أن يغير، أنت صغيرة في السن، وحباك الله تعالى بالطاقات والقدرات والمهارات المختبئة، فيجب أن تستفيدي منها لتغيري ما أنت عليه.
الرسوب في اختبار يجب ألا يكون هو الباعث على كل هذا الضجر واليأس والسأم والكدر، لا، الحياة جميلة، والحياة هي هبة الله تعالى لنا، فلماذا نتضجر بهذه الكيفية، والحياة ليس على وتيرة واحدة؟!
اسألي نفسك ورتبي أفكارك واسترجعي وارجعي، وكوني إيجابية في كل شيء، وقطعا أنت لديك مزاج اكتئابي، لكنه -إن شاء الله- اكتئاب ظرفي مرتبط بموضوع الامتحانات والاختبارات والنجاح والرسوب وغير ذلك.
المطلوب منك هو الآتي:
أولا: يجب أن تتناولي العلاج المطلوب لنقص فيتامين (د)، ويجب أن تصححي فقر الدم، هذا مهم جدا، النفس لا تصلح ولا تنصلح إلا إذا كان الجسد صالحا، ففقر الدم الحاد له تبعات سيئة، يقلل التركيز، يقلل الطاقات النفسية والطاقات الجسدية، هذا لا بد أن يصحح بالكيفية التي توضحها لك الطبيبة، إن كان هنالك حاجة لتناول مركبات الحديد وحمض الفوليك، أو أي مكونات أخرى، فيجب أن تحرصي في ذلك، ويجب أن تحرصي على غذائك، ولا بد من تعويض فيتامين (د)، وتناول الحبوب. هذا مهم جدا.
الأمر الثاني هو: أن ترفعي همتك، وذلك من خلال إصرارك، أن تديري وقتك بصورة أفضل، عليك بالنوم الليلي، وتجنبي النوم النهاري، نامي ليلا مبكرا، اقرئي أذكار النوم، وتوكلي على الله، واستيقظي مبكرا، وبعد صلاة الفجر ادرسي لمدة ساعتين، بعد ذلك اذهبي إلى مرفقك الدراسي، بهذه الكيفية وهذه البداية الطيبة لليوم سوف تجدين أن طاقاتك أصبحت أفضل، استيعابك للدراسة أفضل، ومن ثم تديري يومك حسب الكيفية التي تريدنها.
شيء من الدراسة، شيء من الترفيه على النفس بما هو جميل وطيب، شيء من التواصل الاجتماعي، الصلاة في وقتها، ممارسة أي تمارين رياضية... هذا كله علاج متوفر وممكن.
ما الذي يجعلك تتمنين الموت؟ المسلم لا يتمنى الموت، وهي وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، تمني الموت فكر سلبي، لا بد أن يكون لك القوة والقدرة لتصفية الأفكار وتصفية المشاعر وجعلها أكثر إيجابية.
أريدك أيضا أن تكوني ذات فعالية داخل المنزل، لا تجعلي نفسك مهمشة داخل أسرتك؛ لأن الفعاليات الأسرية تعطي الإنسان اعتبارا وتعطيه ثقة في نفسه.
أريدك أيضا أن تقومي بالمذاكرة مع بعض صديقاتك، الدراسة الجماعية بمعدل مرتين أو ثلاث في الأسبوع مفيدة جدا.
هذا هو الذي أود أن أنصحك به، ولا أعتقد أنك في حاجة إلى علاج دوائي، وحين تقابلين الطبيبة في موضوع فقر الدم ونقص فيتامين (د) يمكن أن تتحدثي معها أيضا حول حالتك المزاجية، وسوف تجدين منها -إن شاء الله تعالى- الدعم اللازم، وإن كان هنالك ضرورة وحاجة لتناول أحد محسنات المزاج سوف تصفه لك، ولست في حاجة للذهاب إلى طبيب نفسي.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.