أشعر بخوف وأفكر بأشياء سيئة ستحدث لي.. ما العمل؟

0 118

السؤال

أبلغ من العمر 17 سنة، وأعاني من قلق شديد، كنت في الماضي أشعر بشعور القلق، وأن شيئا سيئا سيحدث لي، وحقا يحدث هذا الشيء بعد يوم أو ساعات، وكل حدث سيئ يصحبه إحساس قبل وقوعه، لكن منذ تقريبا أربعة أيام شعرت بأن شيئا سيحدث وأنا أخافه، وأحاول جاهدا إبعاد كل أفكاري عن هذا الشعور؛ لأنه بات يقتلني، أشعر بالضغط على قلبي، وأنه فجأة سيحدث شيء سيئ جدا، وطول الوقت خائفة ومرعوبة، وأشعر أني إذا بقيت على هذه الحالة سأنهار! ولا أستطيع الأكل، ولا أتحدث، دائما شاردة الذهن، وربما يختفي هذا الشعور لساعة أو ساعتين، لكنه فجأة يرجع، لا أعرف ماذا أفعل؟ ولماذا؟

أرجو المساعدة أرجوكم؛ لأنه بات هذا الإحساس يبعدني عن روتيني في الحياة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لتين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما زلت صغيرة السن، في سن السابعة عشرة، وفي هذا السن دائما تكون هناك أعراض نفسية وتحولات نفسية كثيرة، وقد تكون جزءا من النمو أو من تطور المرحلة العمرية، لكن ما تعانين منه هو نوع من أعراض القلق والتوتر، دائما الشخص القلق يكون غير مرتاح نفسيا، ويشعر دائما بأن هناك شيئا سيئا سيحدث، دائما متشائم، ودائما متوجس، وعنده إحساس قوي بأن شيئا سيئا سيقع، وطبعا في الحياة تحدث أحيانا أشياء سيئة، وتحدث أيضا أحيانا أشياء سارة، ولكن لأنك دائما عندك هذا الإحساس بأن هناك شيئا سيئا سيحدث، فعندما تحدث أشياء غير سارة في حياتك تربطينها بهذا الإحساس الذي هو أساس المشكلة وليست الأحداث، فلا يعلم الغيب إلا الله.

هذه هي مشكلتك، إحساسك بالتوجس الشديد بأن شيئا سيئا سيحدث، وعندما يقع هذا الشيء تقومين بربطه بالإحساس المستمر عندك، وأنا أوافقك الرأي بأن هذا طبعا شيء مقلق وأثر على حياتك –كما ذكرت– وأثر على شهيتك، وأثر على تركيزك، وأصبحت شاردة الذهن.

إذا: هذا يتطلب علاجا في حد نفسه، ويمكنك أن تقومي ببعض العلاج أنت، فيمكنك أن تتخلصي من هذا الشعور السيئ، دائما حاولي ممارسة الرياضة، خاصة رياضة المشي أو التمارين الرياضية الخفيفة في المنزل تؤدي إلى الاسترخاء، والاسترخاء ضد التوتر، فكلما كان الإنسان مسترخيا كلما تخلص من المشاعر السلبية وأحاسيس القلق والتوتر.

الشيء الآخر الذي يمكنك فعله في المنزل هو أن تغمضي عينيك لفترة من الوقت، ثلاث إلى خمس يوميا، في كل مرة لمدة خمس إلى عشر دقائق، أغمضي عينيك، وخذي نفسا عميقا، وتخيلي أنك في مكان جميل، في مكان ترتاحين فيه، أو كأنك تتحدثين مع شخص تحبينه وترتاحين إليه، كرري هذا التمرين – تمرين الشهيق والزفير – لعدة مرات، وستجدين أنك تدريجيا تخلصت من هذه المشاعر السالبة والتوجسات التي لا تزال تقلق حياتك.

إذا لم تفد كل هذه الأشياء، وما زلت تعانين فلا مناص من مقابلة طبيب نفسي لإجراء مزيد من الفحص، وأخذ التاريخ المرضي، وقد يتطلب علاجا دوائيا.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات