شفيت من الرهاب لكني ما زلت غير قادر على التعبير عن كوامن نفسي!

0 34

السؤال

السلام عليكم ورحمة والله وبركاته

جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه للأمة الإسلامية، وجعله الله خالصا لوجهه الكريم جل جلاله.

كنت أعاني من الرهاب الاجتماعي، وبفضل الله شفيت بعد أن وصفتم لي الدواء قبل سنتين، تحت استشارة رقم: (2266333)، مشكلتي منذ كنت أعاني من الرهاب وإلى الآن هي: أنني أشعر بأنني غير قادر على التعبير عما يدور في داخلي، وأشعر أن عقلي فارغ، وأعاني من عدم التركيز، والسرحان، وأكون غير قادر على التحليل والوصول إلى الاستنتاجات في أبسط الأشياء، لا يمكنني ذلك إلا باستخدام الورقة والقلم كنوع من الإحاطة بالشيء من كافة الجهات، والتسلسل للوصول للنتيجة.

أحيانا أعجز رغم أن الأمر سهل جدا، أنا أفهم جيدا أن العقول متفاوتة من إنسان لآخر، وربما أن عقلي ضعيف، لكنني متأكد بأن حالتي بالسنوات السابقة كانت أفضل بكثير من الآن، فما أعاني منه هو مرض، وأتمنى أن تتفهموا كلامي جيدا وتضعوا لي خطة علاجية، وألا يتم تحويلي إلى استشارة أخرى.

وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في إسلام ويب.

أخي: الرهاب الاجتماعي كثيرا ما يجعل الإنسان يشعر أنه قليل الكفاءة، حتى بعد أن يختفي الخوف، الإنسان قد يأتيه هذا الشعور، الشعور بسوء التقدير للذات من حيث المقدرات المهارية، والخبرات الحياتية، ولذا نحن ننصح الإخوان الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي أن يحرصوا دائما على العلاجات السلوكية، والعلاجات الاجتماعية، والعلاجات الإسلامية، وألا يعتمدوا فقط على الدواء.

بعض الإخوة والأخوات بكل أسف يعتمدون على الدواء، الدواء مريح جدا، لكن حين يتم التوقف عنه دون عمل التطبيقات السلوكية سترجع الأعراض، أو يحس الإنسان بشيء مماثل لما أحسست به أنت.

أخي الكريم: أرجو ألا تسيء تقدير ذاتك، هذا لا يعني أنني أريد أن أطمئنك دون أساس، لا، أنا متأكد أن لديك مقدرات، الطريقة التي كتبت بها رسالتك، وترتيب الأفكار يتضح جدا من خلالها أنك شخص صاحب مقدرات، هذا يجب أن نبدأ به كتأكيد أساسي وحقيقي وليس تطمينيا.

الأمر الآخر: الآن يجب أن تشرع في تطوير ذاتك من خلال الإكثار من القراءة، الاطلاع، المشاركة في المناسبات العلمية والاجتماعية، هذا مهم جدا أخي، وأن توسع من نسيجك وعلاقاتك الاجتماعية، الإنسان بدون علاقات اجتماعية راسخة -خاصة علاقات خارج الأسرة-، لا يستطيع أن يبني مهاراته، هذا متفق عليه الآن علميا وسلوكيا، فاحرص على ذلك.

كما أن الانخراط –يا أخي– في أي عمل اجتماعي، ثقافي، خيري، دعوي، هذا يبني لك رصيدا كبيرا جدا من مقدرات الشخصية والذات.

سيكون من الجميل أيضا إذا قرأت بعض الكتب حول التنمية البشرية، وحول الذكاء العاطفي، هذا أيضا مفيد جدا.

مهم جدا أن تجعل لنفسك أهدافا، وتضع الآليات التي توصلك إلى الأهداف، الإنسان حين يكون محصورا في نوع من الفراغ الزمني والذهني، ولا توجد لديه أهداف؛ قطعا سيشعر أن مهاراته مضمحلة، وأنها ضعيفة، وأن عقله ضعيف، وهذا كله شعور خاطئ.

قطعا هذه ليست حالة مرضية نفسية، وهو شيء من سوء تقدير الذات الذي ينتج أو يكون مصاحبا للرهاب الاجتماعي.

أنا أنصحك الآن أيضا أن تبدأ بتناول دواء لكن لفترة قصيرة جدا، وهي أربعة أشهر، تتناول السيرترالين، والذي يسمى تجاريا (لسترال)، أو (زولفت)، وربما تجده ببلدك تحت مسمى تجاري آخر.

ابدأ في تناوله بجرعة نصف حبة (خمسة وعشرين مليجراما)، يوميا لمدة عشرة أيام، ثم اجعلها حبة كاملة ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة يوميا لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناوله.

هو فقط ليساعدك في بناء دعم نفسي بيولوجي، يجعلك أكثر تفاؤلا وقبولا لفكرة تطوير ذاتك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات