السؤال
السلام عليكم.
أعيش مع أمي وإخوتي في بلد أجنبي بسبب الدراسة، وأختي الكبرى تعيش في بلدنا مع أبي، ومنذ شهرين عدت للبلد لأعيش معهما.
أختي الكبرى مخطوبة، لكنها لا تتحدث عن خطيبها، ولأني فضولية تجسست على تلفونها دون علمها، وقرأت حواراتها مع خطيبها، واكتشفت أنها تتجاوز معه حدود العلاقة بين الخطبين، وترسل له صورا شبه عارية، مما جعلني أكرهها، وأخاف عليها من عذاب الله وغضبه، فربما يتركها قبل إتمام الزواج.
علما أن أختي لا يظهر عليها أنها من هذا النوع، بل تظهر محترمة، وأمي وأبي يحبونها كثيرا، وأنا كنت أحبها وأقدرها، ولكن الآن لم أعد أطيقها، ماذا أفعل؟ هل أخبر أمي أم أصمت؟
أرجو الرد في أقرب وقت؛ لأنني محتارة جدا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ملاك حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكرك على تواصلك مع موقع الشبكة الإسلامية، ونسأل الله أن يهدي أختك إلى الحق.
وأما الجواب على ما ذكرت؛ فبما أنك اطلعت على جوال أختك، وإن كان هذا نوعا من التجسس الذي لا يجوز، ولكن قد وقع، فالذي يلزم عليك حاليا أن عليك نصح أختك بشكل غير مباشر، وبيني لها كيف تكون العلاقة مع الخاطب في وقت الخطبة، وقولي لها: لا يجوز للخاطب أن ينظر إليها أبدا إلا بعد عقد النكاح؛ لأنها أجنبية عنه، والخطبة إنما هي وعد بالنكاح فقط، وأن الخاطب إذا أراد الجلوس معها فلا يكون إلا مع وجود محرم، إذا دعت الحاجة للحديث عن أمور ترتيب الزواج فقط، وما سوى ذلك فيحرم الجلوس؛ لأنه يخشى أن يحصل فيه ضحك وخضوع في الكلام منك له، وتبادل النظر بشهوة، وهذا لا يجوز لأنه ما زال رجلا أجنبيا عنها.
وحاولي أن تبيني لها أن إرسال الصور إلى الخاطب لا يجوز شرعا للمرأة المسلمة أن تكشف شيئا من مفاتنها لرجل أجنبي، وستكون المصيبة كبيرة عندما يستغلها ذلك الرجل للابتزاز، وإيقاع صاحبة الصور في الحرام، وانصحيها أن تتوب إلى الله، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعائشة: إن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه فإن التوبة من الذنب: الندم والاستغفار رواه أحمد والبيهقي في السنن وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 1433، ومن تاب بصدق وإخلاص أصلح الله حاله وتغير إلى أحسن حال، قال تعالى: "إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولٰئك يبدل الله سيئاتهم حسنات ۗ وكان الله غفورا رحيما" [ سورة الفرقان اية ٧٠ ].؛
ومما يمكن أن ننصحك به: أن تكثري من الدعاء لأختك في ظهر الغيب بأن يصلح الله حالها ويبعد عنها الفتن، وأرجو أن تكون نظرتك لأختك نظرة شفقة ورحمة، فهي مثل أي أخت وقعت في زلة، ويمكن أن تتوب وتعود إلى الصواب.
المسؤولية التي تقع عليك في تدارك أمر أختك مسؤلية كبيرة، ولذلك فكري مليا في حال إذا لم تستجب أختك للنصيحة كيف يكون السبيل إلى إيصال الأمر إلى الوالد والوالدة، حتى يقوما بدورهما في نصح أختك؛ لأن السكوت عن هذا لا يجوز، وقد يتطور الأمر إلى أمور لا تحمد عقباها.
كان الله في عونك.