أشكو من تدهور مستمر في شؤون حياتي، فهل أنا مسحور؟

0 200

السؤال

السلام عليكم..

عمري 25 سنة، وطولي 185 سم، ووزني 100 كيلو.

كنت من المتفوقين والموهوبين، وعندي براءتان من الاختراع، وكنت أدرس في تحفيظ القرآن.

انخفضت درجاتي في الثانوية قليلا حتى تخرجت بمعدل جيد جدا، وبسبب اختبار القدرات كانت النسبة جيدة، قبلت على إثرها في هندسة الحاسب، ثم فصلت منها، ثم التحقت بجامعة أخرى لطب الأسنان، ولم أكمل، ثم دخلت معهد أرامكو، وأيضا انسحبت من المعهد.

النكسة أني أدخن، وأهملت نفسي لمدة 4 سنوات حتى مرضت مرضي الأول، ثم من بعدها تركت الدخان.

الأعراض التي تكررت علي:
- لم أنم الليل منذ سنة كاملة.
- أعاني من قلة وزيادة النوم معا.
- منذ أكثر من 5 سنوات وأنا أحتلم في فراشي يوميا، وأكثرها بدون أفلام جنسية.
- أعاني من النسيان وآلام في الرقبة.
- أعاني أحيانا من توتر وأحيانا من برودة بالأعصاب.
- يحدث لدي شد في الأعصاب أثناء قلة النوم.
- اكتئاب وقلق ووسواس قهري يشتد علي في شهر إبريل من كل سنة.
- أحيانا أتمنى الموت، وأحيانا أحب الحياة.
- أحيانا أتشاءم، وأحيانا أتفاءل.
- ويصيبني وهم الأمراض.
- لدي نقص حاد في فيتامين (ب12) وفيتامين (د)، وصرف لي دواء ولم أكمله.

أخيرا: تحسنت حالتي قليلا مع أخذ اللوديوميل 50 حبة يوميا، ولكن النوم عندي في النهار فقط، وقد جربت جميع الأدوية والعلاجات العشبية من عسل وحبة سوداء وغيرها فتحسنت، ولكن سرعان ما أعود.

أتكلم عندما يغشى علي من القراءة، والرقاة أجمعو على أني مصاب بالسحر ومس عاشق وعين قديمة، قرأت البقرة، ولكني لم أستطع المواصلة إلا لعشرة أيام، وهناك من يقول بأن العقل الباطني ينطق أثناء القرآن.

لدي الكثير من المشاريع الحياتية، كلما بدأت بأحدها مثل الزواج أو العمل أو الصلاة في المسجد أو أي شيء يكون لي فيه مصلحة أصاب بالمرض أو أكسل جدا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء.

لا أعتقد أنك تعاني من مرض معين، ما يواجهك من اضطراب في النوم، وشيء من الوسوسة، وما أسميته بالاكتئاب وانشداد في العضلات، وكل الأعراض الأخرى التي ذكرتها مرتبطة ارتباطا مباشرا بأنك لا تدفع نفسك في طريق الإنجاز، وتستسلم، والذي يظهر لي أنك لا تعطي الأمور قيمتها الحقيقية.

الإنجاز يتطلب الدافعية، يتطلب النية الصادقة، يتطلب العزم، وأن يحب الإنسان لنفسه أن يكون دائما يدا عليا.

قناعة مطلقة أنه لا أحد يستطيع أن يغيرك، أنت الذي تغير نفسك، الحق عز وجل حبانا بالعقل وبالمهارات وبالكيفية التي نتغير بها، فإذا لا بد أن يكون التغيير ناشئا منا.

أنت لا زلت صغير السن، وأرجو ألا تضيع المزيد من السنوات، تنقلك بين المرافق التعليمية دون أي إنجاز أمر يؤسف له، لكن أمامك الآن فرصة أن تلملم أطرافك، وتعد نفسك، وتصمم وتعزم، وتضع أهدافا وتطبقها، ولا توجد وسيلة غير ذلك.

وعلاج نقص فيتامين (ب12) وفيتامين (د) أمر بسيط جدا، صرف لك الدواء ولم تكمله، فيا أخي الكريم: من الذي سيكمله لك؟ أنت الذي تكمله، معادلة بسيطة جدا، لماذا كل هذه السلبية، لا تقبل لنفسك هذا، انهض، أنت شاب، أنت لديك آمال، لديك طموحات، لديك القوة، كل المطلوب منك هو أن تعرف أهمية الأمور، وأن تحدد أسبقياتها، وهناك أمور لا تؤجل ولا يساوم المرء نفسه حولها، مثل الصلاة مثلا، اذهب إليها، اذهب إلى المسجد مباشرة، ولا تدع للشيطان مجالا ليتلاعب بك، (إلا صلاتي لا أخليها)، (حي على الصلاة، حي على الفلاح)، (أرحنا بها يا بلال)، (وجعلت قرة عيني في الصلاة)، (الصلاة نور)، (من تركها فقط كفر)، (من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة)، (إذا صلحت صلح سائر العمل، وإذا فسدت فسد سائر العمل)...

يجب تراجع نفسك في موضوع الصلاة، فلا يصلح المرء حتى تصلح صلاته ويؤديها كما أمر.

وانشغالك بموضوع السحر والمس سوف يعطلك كثيرا، اعلم أن الله يحفظك، واعلم أن الله قد أكرمك، والتزم بدينك وأذكارك وتلاوة القرآن، وحافظ على الرقية، وهذا هو كل المطلوب منك وليس أكثر من ذلك.

ويا أخي الكريم: يمكنك أيضا أن تستعين بمن تعرف من أصدقائك، ليكون نموذجا لك، ليكون دافعا وقدوة حسنة لك، ويأخذ بيدك من أجل أن تنجز، الرفقة الطيبة الصالحة من أصحاب الهمم العالية فيها خير كثير جدا.

ولا تقبل أن تكون الجانب الضعيف أو الجانب الهش في أسرتك، لا، خذ مبادرات، ابن شيئا في نفسك من الحماسة والغيرة، ويا أخي الكريم: هذا كله تغيير يأتي منك أنت، لا أرى أن الأدوية مهمة في حالتك، لكن عموما عقار (لوديوميل) لا بأس به، تناوله بنفس الجرعة ليلا، لكن أعتقد أنك يجب أن تغير منهج حياتك، ولا أحد يغيرك، أنت الذي تستطيع أن تقوم بذلك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات