السلام عليكم

أنا طالب في الصف الثاني الثانوي، منذ الصغر وأنا أحاول أن أحصل على درجات عالية في دراستي، وبالفعل أحصل عليها، ولكني أسعى لكي أرضي الناس، وكي أظهر أمامهم بالدرجات العالية، ولكن واجهتني مشكلة في الصف الثاني الثانوي (حاليا) وهي أنني أدرس بعض المواد العلمية، ومعها مادة الرياضيات، وأنا لن أحتاجها في الصف الثالث وفي بقية حياتي؛ لأني متجه للتخصص العلمي قسم العلوم وليس الرياضيات؛ فغيرت وجهة نظري، وأدركت أن الناس لن تنفعني؛ فأصبحت أذاكر بجدية وبضراوة شديدة في كل المواد؛ كي أحصل على درجات عالية لنفع نفسي ونفع الناس لا لإرضائهم ووجهات نظرهم حولي؛ فأصبحت أذاكر بجدية، وشعرت بجمال ما أمر به، وذاكرت الرياضيات بهامشية؛ لأنني أريد النجاح فيها فقط لا أكثر ولا أقل.

فهل ما فعلته صحيح من تركي إرضاء الناس؟ لأن ضميري يؤنبني أحيانا وأشعر بخطأ.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد ماهر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على تواصلك معنا؛ ونسأل الله أن يوفقك إلى مرضاته.

وأما الجواب على ما ذكرت؛ اعلم أخي الكريم أن الأصل في العبادة والطاعات أن تكون خالصة لوجه الله، ولا تقبل إذا كان فيها رياء أو سمعة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله تعالى لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصا وابتغي به وجهه" رواه النسائي وحسنه الألباني في صحيح الجامع برقم 1856.

وأما في الأمور الدنيوية كالدراسة في المدارس؛ فإذا كانت نيتك رضا الله تعالى، وأن تقصد بهذا العمل نفع المسلمين؛ فلاشك أن لك أجرا في ذلك، وأنت قد أحسنت عندما تركت التفكير في رضا الناس ونظرهم إليك، وشعورك بالسعادة والطمأنينة علامة خير على أن الله وفقك إلى ما تريده من خير؛ فننصحك أن تستمر على هذا؛ حتى تتحقق لك طموحاتك التي ترجوها في التفوق الدراسي، ونجاحك في حياتك، ولكن لست معك في إهمال مادة الرياضيات؛ لأنك تقول إنك جعلتها مادة هامشية، بل اجعلها مثل سائر المواد الدراسية؛ فإنك قد تحتاج إلى التفوق فيها في المستقبل.

كان الله في عونك.