دوار شديد وأزمات نفسية وجسدية متلاحقة

0 202

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب أبلغ 29 سنة، منذ ثالث شهر من زواجي وأنا أعاني من دوار شديد، مع بعض الأعراض التي سأذكرها لاحقا مما سبب لي أزمة نفسية ومشكلات في محيطي.

بدأت الحالة قبل سنة من الآن ولا زالت مستمرة ومتواصلة بدون انقطاع، لكن أحيانا تصبح خفيفة، وأحيانا أخرى تصبح شديدة، لدرجة أنني سأسقط، لم أعد أمارس حياتي الطبيعية كما كنت، أصبحت مكتئبا مهملا في عملي وواجباتي، أفكر في زيارة طبيب نفسي؛ لأني كنت سعيدا، ولم يحدث لي هذا من قبل، فعلت كل شيء لكي أعرف ماذا أصابني؟ لكن للأسف دون جدوى، بحثت في كل مكان استخدمت الكثير من الأدوية، ذهبت لشيخ يرقيني مع كل هذا الجميع يقول إنني سليم، وأنا أعاني.

عملت تخطيطين للمخ، وثلاث مرات رنين، اثنتين للرأس وواحدة للرقبة، فحصت الأذن وعملت اختبارات لها، فحصت النظر، قمت بتحاليل شاملة للدم وغيره، كلها سليمة، أصبحت موسوسا كل ما أقرأ عن مرض أشعر بأعراضه، بدأ معي الدوار الشديد وأنا أمشي غاضبا، شعرت بتنميل في مؤخرة رأسي، ثم شعرت بدوار شديد دون فقدان للوعي، استمرت الدوخة ما يقارب اليومين، ثم خفت لكن لا زالت، وبعدها بدأت تتسلسل عندي الأعراض، لم أعد أستطع القيادة بشكل طبيعي.

ألم في الرجل واليد اليسرى، وعند الدوخة لا أشعر بجسمي، تحمر عيوني وتدمع، سواد شديد تحت عيني، وخط أسواد تحت جفني الأسفل مع وجه متعب جدا، ألم نادر في أذني، انقطاع النفس أثناء النوم، ولا سيما إذا نمت على ظهري، صداع شبه دائم نصفي، وألم أحيانا (ليس صداعا) فوق أذني اليسرى في نصف رأسي الأيسر، إذا قفزت أسمع صوتا في أذني، المشي الكثير، والوقوف الكثير، والكلام الكثير، والقيادة والسهر كل ذلك يزيد من الدوار.

وخزات مع ألم في الكتف الأيسر، تقول زوجتي إني وأنا نائم أرجف رجفات قصيرة، لاإرادية في اليدين والقدمين، والطنين نادر.

أرجو المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الجوانب النفسية واضحة جدا في حالتك، هنالك مخاوف، هنالك قلق، هنالك توتر، والمخاوف المرضية ذات الطابع الوسواسي موجودة لديك، لكن في ذات الوقت أعتقد أنه ما دامت الفاضلة زوجتك ذكرت أنك ترتجف رجفات قصيرة لاإرادية في اليدين والقدمين أثناء النوم، أعتقد أن الذهاب إلى طبيب الأعصاب سيكون أفضل قبل الذهاب إلى الطبيب النفسي، تحتاج إلى بعض الفحوصات التي تشمل: تخطيط الدماغ، للتأكد من مستوى كهرباء الدماغ.

هذا – يا أخي – أعتقد أنه فحص بسيط وفحص ضروري، فإذا اذهب إلى طبيب الأعصاب، وأنا متأكد أنه سوف يتحقق من الأمر تماما ويسألك الأسئلة المطلوبة، ويقوم بالفحص الإكلينيكي ثم يسألك لتقوم بالفحوصات المختبرية، وإن تطلب الأمر إجراء أشعة، فسوف يقوم بذلك.

وأطباء الأعصاب أيضا ذوي مقدرة كبيرة جدا في تشخيص الدوخة، ما هي أسبابها؟ هل هي فعلا ناشئة من الأذن مثلا؟ بالرغم من أنك ذهبت إلى طبيب الأذن، لكن من الصعب جدا في بعض الأحيان تحديد منشأ هذه الدوخة، وفي نهاية الأمر إذا لم يكتشف سبب تعالج كحالة نفسية، وهنالك أدوية ممتازة مثل عقار (دوجماتيل) وكذلك عقار (سبرالكس)، وهي أدوية مضادة لقلق المخاوف وتفيد كثيرا.

فالذي أريده منك هو أن تذهب لطبيب الأعصاب – أيها الأخ الكريم – كخطوة للتأكد من كل شيء، وطبيب الأعصاب نفسه لو اقتنع أن الأمر كله نفسي قد لا يحتاج أبدا أن تذهب إلى الطبيب النفسي؛ لأن معظم أطباء الأعصاب لديهم دراية كبيرة جدا في علاج القلق والمخاوف والوساوس.

وبصفة عامة: لا تنزعج كثيرا، حاول أن تأخذ قسطا كافيا من الراحة خلال النوم الليلي، والنوم الليلي دائما هو الأفضل.

ممارسة شيء من الرياضة البسيطة مع تنظيم الوقت، وتجنب الإجهاد النفسي والجسدي، هذا كله سوف يساعدك -إن شاء الله تعالى-.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات