السؤال
السلام عليكم..
عمري 35 عاما، متزوج، وعندي أولاد.
حصل لي قبل 5 سنوات تقريبا وكذلك اليوم أني ابتلعت طعاما ساخن جدا (أكلة الفتة)، وحسيت بحرقان شديد في صدري عند نزول اللقمة وهي ساخنة جدا، وبعدها حصلت لي حالة من فقدان الوعي الكامل حتى أنني سقطت على الأرض، واستمر ذلك لمدة دقيقة تقريبا، وبعدها عاد لي الوعي وأنا أرى من حولي وهم يصرخون طبعا، أنا لم أشعر بذلك، ولكن الذين كانوا حولي من الأسرة هم من شرحوا لي ذلك، وقد أصيبوا بحالة ذعر شديدة عندما رأوني أسقط فجأة بسبب الإغماء طبعا.
وكما قلت لكم حصلت لي هذه الحالة قبل 5 سنوات، ولنفس السبب، أنني ابتلعت طعاما ساخن جدا، ونفس الأكلة (الفتة)، علما بأنه لم تحصل لي أي حالة إغماء غير هاتين المرتين، ولنفس السبب -ابتلاع طعام ساخن جدا-, كما أني أحس الآن بألم وحرقان تحت الصدر في فم المعدة، وخاصة عند الأكل، نتيجة لما حصل اليوم.
أرجو منكم إفادتي، ما سبب ذلك الإغماء؟ وهل ابتلاع طعام ساخن جدا يؤدي للإغماء؟ وهل هذا مؤشر لوجود أي مرض أعاني منه؟ فقد بدأت أقلق، خاصة وأني دخلت لبعض المواقع، ووجدت أن هناك أسبابا خطيرة للإغماء، لذلك لجأت إليكم لثقتي في هذا الموقع، أرجو توضيح ذلك، وما هي نصيحتكم؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عمار حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ما حدث هو رد فعل من الجسم من خلال استثارة العصب الحائر VAGAL NERVE الذي يغذي جزءا كبيرا من الأعضاء الداخلية في الجسم، مثل: المعدة، والحلق، والقصبة الهوائية، ومع استثارة ذلك العصب تحدث دوخة مفاجئة ودوار، ويصاحبها تعرق وزيادة في ضربات القلب، ثم هبوط حاد في الضغط، ويسقط على الأرض مغشيا عليه في غيبوبة.
ويحدث ذلك عند الوقوف المفاجئ من وضع الرقاد، أو عند شم رائحة قوية أو نفاذة، مثل: رائحة المواد الكيميائية في المختبرات، أو رؤية منظر غير مريح، مثل حالة نزف، أو حادث سيارة مؤلم، أو أثناء رؤية حقن مريض، أو تعرض الجسم لموقف مباغت مثل ما حدث لك، وتسمى تلك الحالة Vasovagal syncope، وهي كما قلنا أعراض مرتبطة بالاستثارة التي تحدث للعصب اللاإرادي العاشر المسمى العصب الحائر Vagus nerve.
ومما يزيد من فرص تكرار تلك الحالة الوقوف لعدة ساعات، وحالة الإرهاق، وفقر الدم التي يعاني منها الشخص المريض، مما يؤدي إلى الدوخة والدوار والغثيان والتعرق نتيجة توسع الأوعية الدموية الطرفية، وانسحاب الدم من الدورة الدموية إلى الأطراف، وتحدث زيادة في نبضات القلب، وسخونة الوجه، والغثيان، أو القيء، والتعرق، وقد يصل الأمر إلى فقدان الوعي.
وعند الاستلقاء على الأرض، ورفع الأقدام إلى الأعلى، يبدأ الجسم في إعادة ترتيب نفسه، وتصل الدورة الدموية إلى المخ، ويستعيد الإنسان وعيه تدريجيا، مع شرب بعض العصائر، وقليل من الملح أو الأجبان المالحة، أو الزيتون المخلل، وهذه الحالة يتم التخلص منها بالتعود التدريجي على المواقف، والحذر عند التواجد في بعض الأماكن، أو رؤية المناظر التي تؤدي إلى تلك الحالة، وعدم الوقوف المباشر من وضع الرقاد، بل يجب الجلوس في السرير لعدة دقائق قبل الوقوف، ولكن ليس هناك خطورة.
ومع الإكثار من السوائل والعصائر وشرب الماء، وعلاج فقر الدم، وعلاج نقص فيتامين (د)، وتناول نوع من مقويات الدم يحتوي على العناصر اللازمة لحيوية الخلايا، ولضبط ضغط الدم، وكل ذلك سوف يساعدك على التخلص من حالة الهبوط المفاجئ -إن شاء الله-.
وفقك الله لما فيه الخير.