أصبحت وحيداً بسبب الخوف والقلق من المستقبل!

0 170

السؤال

السلام عليكم..

أشكر مجهودكم، وأسأل الله أن يبارك لكم في أعماركم.

أحس بقلق وخوف شديدين تجاه المستقبل، وأستطيع القول بأني قلق من كل شيء في حياتي، بشأن عملي وصفقاتي، بشأن الزواج، وبشأن الغد وما يخبئ لي، وأخاف من الغد جدا، ولكن منذ سنة وأنا أتحطم من الداخل، لقد خسرت أغلب أصدقائي؛ لأني لا أستطيع التوقف عن التكلم عن مخاوفي، أو إعطاء الحلول أو الاقتراحات أو النصائح التي تخص المستقبل، ولا أتكلم بقصص وحكايات وأضحك مع الضاحكين، وأموري تسوء.

أصبحت وحيدا ومنعزلا، ولم أعد أثق بأحد، وأفكر بشراء مزرعة صغيرة وأعيش فيها بعيدا عن الجميع.

أنا أتألم جدا من الداخل، وأريد أن أعيش بهدوء وبكل بساطة كما يعيش غيري، أريد إعطاء وقت لكل شيء، ولكني أعاني في كل أوقاتي، أرجو إفادتي بدواء يساعدني على الخروج مما أنا فيه.

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على تواصلك معنا، ونسأل الله أن يصلح شأنك.

واعلم -أخي الكريم- أن المسلم عليه أن يكون صالحا في نفسه، مصلحا في أمته، ولتحقيق ذلك عليه أن يأخذ بالأسباب الشرعية والمادية النافعة للوصول لما يريده مما فيه صلاح دينه ودنياه، ثم بعد ذلك يفوض الأمر إلى الله تعالى، ولا يخاف مما سيكون في المستقبل؛ لأنه سيكون خيرا بإذن الله تعالى، قال تعالى "ومن يتق الله يجعل له مخرجا" [الطلاق : 2].

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لو أنكم توكلون على الله تعالى حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 5254.

ولعل أسباب القلق التي حصلت لك: أنك لديك تخوف من المستقبل، وقد يكون سبب القلق البعد عن الله، والوقوع في المعاصي، وقد يكون سبب القلق المثالية الزائدة التي تريدها أن تكون في مستقبلك، وللخلاص من القلق عليك بالمحافظة على الصلاة وكثرة الذكر والاستغفار، وأكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله، وأكثر من قول حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم، فإن من قالها سبعا حين يصبح وحين يمسي إلا كفاه الله هم الدنيا والآخرة، كما ثبت ذلك عن رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم-.

وعليك بالدعاء، واقتد بالذين وصلوا إلى ما أردوا دون أن يصيبهم قلق ولا خوف، مثل الأنبياء والمرسلين، والصالحين والمجددين.

وأخيرا: أتمنى أن تحافظ على أذكارك ووردك القرآني، وسيحفظك الله ويذهب ما بك.

وفقك الله لمرضاته.

مواد ذات صلة

الاستشارات