ما هي الآثار المترتبة على استئصال اللوزة الدماغية؟

0 187

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب، أود الاستفسار عن اللوزة الدماغية amygdala، حيث أثبتت الدراسات الحديثة أن جميع الأمراض المرتبطة بالخوف والقلق، ترتبط بفرط نشاط جزء معين في المخ يسمى اللوزة الدماغية، وذلك بعد إجراء عملية استئصال لذلك الجزء الدماغي، من عدد من المرضى المصابين.

سؤالي كالتالي: بعد اكتشاف الجزء المتسبب في أمراض الخوف والقلق مثل: الوسواس القهري والرهاب بأنواعه، والهلع، وبعد اكتشاف أن سبب تلك الأمراض هو الخلل البيولوجي أكثر من النفسي، فهل يمكن إجراء تلك الجراحة بسهولة، وما هي توابع تلك العملية؟

خاصة أن اللوزة الدماغية مسئولة عن التنبيه للخوف، فهل يمكن أن يفقد الإنسان الخوف من الله، والثوابت الدينية والاجتماعية، أم أن استئصالها لا يؤثر بشيء، وإن كانت الإجابة بالنفي، فأين يمكن إجراء تلك العملية؟

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ samir حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أخي الكريم: الجراحات الدماغية لعلاج الأمراض العقلية والنفسية ليست جديدة، فقد بدأها العالم البرتغالي (مونيز) عام 1938، وكانت هذه الجراحات جراحات ليست دقيقة، ثم تطورت بمرور الزمن، ومن أشهر هذه الجراحات قطع الشبكة العصبية التوصيلية ما بين الفص الصدغي وبقية أجزاء الدماغ، وبالنسبة لعملية إضعاف فعالية اللوزة الدماغية: هذه أيضا معروفة ومعروفة جدا.

هذه الجراحات تجرى الآن في نطاق ضيق وضيق جدا، لأن أخلاق المهن الطبية توازن ما بين ما يفيد المريض وبين ما يضره، واتضح أن أضرارها كثيرة، كثيرة جدا، وعملية إزالة جزء أو تحطيم جزء في اللوزة الدماغية لنعالج الخوف، أو الوسواس القهري، وجد أنها مخلة لأشياء كثيرة، تحصل تغيرات في شخصية الإنسان، استجاباته الوجدانية تكون ضعيفة جدا، ويحدث له نوعا من التبلد المزاجي.

فيا -أخي الكريم-: هذه الجراحات لا تجرى إلا في نطاق ضيق، وفي مراكز قليلة جدا في العالم، والإنسان الذي يقدم على هذه الجراحة لا بد أن يخضع لفحوصات دقيقة، وتعطى له جميع العلاجات المتاحة بواسطة لجنة من كبار الأطباء النفسيين قبل الإقدام على هذه الجراحة، فيا -أخي الكريم-: أنا أقول لك أن الموقف العلمي لا يؤيد إجراء هذه الجراحات على البشر.

وسؤالك الافتراضي حول: هل يمكن أن يفقد الإنسان الخوف من الله تعالى والثوابت الدينية والاجتماعية؟

لم تمر معي حالة كهذه، لذلك يصعب علي الحكم، ولكن قطعا، فإن عملية التبلد الوجداني التي تحدث، قد تفقد الإنسان شيئا من بصيرته الإدراكية.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على هذا السؤال، فهو سؤال جيد بالفعل.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات