السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة، عمري 22 سنة، من كليات القمة كما يقولون، أرى نفسي مثقفة وجميلة، وعلى قدر من الثقة بالنفس ولكن ليس غرورا -والحمد لله- مشكلتي هي أهلي دائما ما يشعروننا أنا وإخوتي أننا لا شيء على الرغم من أن كليهما جامعيين ودائما ما يحفزوننا على النجاح، والحمد لله كلنا متفوقون جدا منذ دراستنا من الصغر، ونثير إعجاب الجميع بالأخلاق والثقافة ولا نزكي أحدا.
المشكلة هنا في فقدان الثقة التام بالنفس من قبل الأهل بالأخص في موضوع الزواج، فأمي ترى أن الفرق الثقافي والاجتماعي لا يهم تريد فقط رجل يستطيع أن يعول، ولا تهتم ماذا نريد؟ أنا الأخت الكبرى وأجبرت على الخطبة منذ أن كنت في العام الجامعي الثاني، وحاولت التخلص منه بشتى الطرق، ولكنهم دائما ما يتهمونا بالغرور؛ لأن أغلب المتقدمين لنا ذووا مستوى اجتماعي وعلمي متدني.
المهم الآن علاقتي مستقرة مع خطيبي لأنه ذو أخلاق طيبة وحسنة، ولكن عندما أتذكر أنني أجبرت على الخطبة في البداية والإهانة والتقليل من أهلي تجعلني أكرهه، وأصاب بالخيبة، والكره لوالدي، ولا أستطيع تخطي الأمر، والآن والداي يمارسان الضغط ذاته على أخواتي مما يجعلني أتذكر الأيام السابقة وأكره حياتي؟
أفكر جدا في فسخ الخطبة؛ لأن الزواج بقي عليه أشهر قليلة لأتخلص من هذه العقدة، ولكني أعلم أنه لا ذنب له، فقط أريد التخلص من هذه النقطة السوداء، ماذا أفعل؟
وعذرا على الإطالة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Zahra حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فطالما أنت بهذا المستوى من المعرفة والصفات فأتوقع أن تتغلبي على هذه المشكلة التي لديك بالحوار، والتروي، واتخاذ القرار الصحيح، فإذا كان الزوج صاحب دين وخلق فأنصحك بالاستمرار في الخطبة، وعدم فسخها؛ لأن هذا هو المعيار في الزواج السعيد، وما به من صفات أخرى فهي مكملة له.
وعليك بالاستفادة من مستواك العلمي والثقافي في إسعاد زوجك في المستقبل، وإياك أن يكون ذلك سببا في التعاسة الزوجية،
فإن الحياة السعيدة تقوم على المودة والمحبة لا على الغرور والتعالي، والخطأ الذي تظنين أنه حصل معك من والديك يجب عليك نسيانه طالما صار الرجل صاحب أخلاق وارتضيته، ولا تعاقبي الرجل بترك الزواج منه لخطأ وقع فيه والديك، وهو الأسلوب الذي تم التعامل به معك في اختيار الخطيب، واحسني الظن بأهلك فربما الحرص عليك والاهتمام بك جعلهم يتصرفون هكذا.
ولا تنسي أيضا أن الخبرة والتجربة في ممارسة الحياة مدرسة يتعلم منها الإنسان، فربما كان والديك لديهم من خبرات الحياة وتجاربها ما ليس عندك، وظنك أن العلم والثقافة أقوى من تجارب وخبرات الحياة هو الذي سبب لك هذا الشعور.
لذا ننصحك بالاعتدال في النظر إلى نفسك وإلى والديك، والاستفادة مما عندهما، وتغيير النظرة إليهما، وحبهما، والإحسان إليهما، فحق الوالدين عظيم، والبر والطاعة لهما واجبة مهما حصل منهما من خطأ أو تقصير تجاه الأولاد.
وفقك الله لما يحب ويرضى.