أمي تعاني من ألم شديد أسفل الظهر، فما العلاج؟

0 121

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أمي تعاني من ألم في أسفل الظهر شبه دائم، وهي عصبية جدا، كل يوم تصرخ وتسب وتبكي أحيانا، وأصبحت عندما أخرج من المنزل أكره العودة له بسبب نفس الروتين صراخ وسب وشتم ...إلخ.

وما لاحظته أنا وأمي أيضا أنها عندما تتناول عقار الدوجماتيل حبتين واحدة في الصبح وأخرى في الليل تذهب كل عصبيتها، وحتى ألم أسفل الظهر يختفي بشكل كلي.

سؤالي هو: لماذا عقار الدوجماتيل يعالج هذه الأعراض؟ وهل يمكنها الاستمرار في تناوله؟ وهل هناك بدائل أخرى إذا كان الدوجماتيل لا يناسبها؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الإله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لوالدتك الكريمة الشفاء والعافية، واهتمامك بأمرها إن شاء الله تعالى هو نوعا من برها، ولا تتضجر أبدا لتصرفاتها، ولا تكره العودة للمنزل أبدا، ووالدتك تعاني من هذه الحالة وهي حالة يمكن علاجها.

أيها الفاضل الكريم : دراسات دقيقة جدا أثبتت أن حوالي 60% من الذين يشتكون من ألم أسفل الظهر سببه هو القلق الاكتئابي، لأن القلق والتوتر يؤدي دائما إلى توترات عضلية ولسبب ما غير واضح وجد أن العضلات أسفل الظهر يحصل فيها انشداد وتشابك شديد قد يكون هو السبب الألم.

والدتك حفظها الله أعتقد أيضا أنها تعاني من درجة من الاكتئاب النفسي لا أستطيع أن أحددها، لكن موضوع الصراخ والسب والشتم وهي أمورا لا تليق بها، لكن العصبية والتوتر وربما الاكتئاب الخفي هو الذي دفعها نحو ذلك، أما استجابتها للدوجماتيل فهي تأكيد أنها تعاني بالفعل من درجة من القلق، وربما يكون قلقا اكتئابيا، الدوجماتيل في الأصل هو مضاد للقلق والتوتر وله استعمالات أخرى حتى في حالات الذهان حين نعطيه بجرعات كبيرة يفيد كثيرا، أرى أن والدتك محتاجة حقيقة لهذا الدواء، لكن محتاج لدواء يحسن مزاجها تحسينا حقيقية حتى تهدأ نفسها وتنشرح وإن شاء الله تعالى تستطيع أن تتحكم في مشاعرها ووجدانها وعواطفها، وهذا سيكون مفرحا لكم ولها.

يا حبذا لو عرضتها على طبيب نفسي، وإن لم تستطع ذلك فهنالك عقار يسمى سيمبالتا واسمه العلمي ديولكستين هو دواء مضاد للاكتئاب، الذي تنشأ عنه آلما جسدية، الجرعة هي أن تبدأ بـ 30 مليجرام ليلا، تتناولها بعد الأكل لمدة أسبوع، ثم تجعلها 60 مليجرام ليلا، وأعتقد أن والدتك الكريمة تحتاج لهذه الجرعة على الأقل لمدة عام، بعد ذلك نخفض الجرعة إلى 30 مليجرام يوميا لمدة 3 أشهر، ثم 30 مليجرام يوم بعد يوم لمدة شهر، ثم 30 مليجرام مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهرا آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

اتباع هذه الخطوات فيما يتعلق بجرعة الدواء مهمة جدا، هنالك جرعة تمهيدية، هنالك جرعة علاجية هنالك جرعة استمرارية والوقاية، ثم التوقف التدريجي، و60 مليجرام ليست هي الجرعة القصوى، لأن الديولكستين تتناوله حتى 120 مليجرام في اليوم، لكن أرى أن 60 مليجرام في اليوم سوف تكون كافية لوالدتك يضاف إليها عقار دوجماتيل 50 مليجرام صباح ومساء لمدة 4 أشهر، ثم 50 مليجرام صباح لمدة شهرين، ثم يمكنها أن تتوقف عن تناوله، هذا الذي أراه بالنسبة للعلاج الدوائي وقطعا مساندتكم للوالدة مهمة جدا أن تسمعوها الكلمة الطيبة، أن تشيروا إليها أن دورها في الحياة لم يتقلص، وأنتم في حاجة إليها وهكذا، هذه أمور مهمة هذا النوع من المساندة مهم جدا وهو من أصيل العلاج المفيد للناس.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات