أرفض دائما حضور المناسبات الاجتماعية بسبب الخوف، فما علاج حالتي؟

0 195

السؤال

السلام عليكم..

عمري 35عاما، ووزني 60 كيلو، أعاني منذ سنوات من الرهاب الاجتماعي، وأشعر بالقلق من التعامل مع الآخرين، وأشعر بأنني أقل من الآخرين في كل شيء، وأقارن بيني وبينهم، وهذا يزعجني كثيرا.

أرفض دائما حضور المناسبات الاجتماعية والاجتماعات، وحضور أي تجمع به أشخاص ﻻ أعرفهم، وينتابني خوف وزيادة في ضربات القلب، وزيادة في التعرق، وجفاف الفم، وأحيانا رجفة خفيفة، وأشعر دائما وكأن الناس تراقبني، وتراقب أفعالي، لدرجة تجعلني أفضل الجلوس بالمنزل والانعزال، وهذا يؤخرني عمليا واجتماعيا.

قرأت كثيرا عن دواء سيروكسات سى ار ، وبالفعل اشتريت عبوة بجرعة 12.5 مليجرام، ولم أتناول منها حتى الآن، وبانتظار خطة علاج تنصحني بها.

وجزاك الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأشكرك على ثقتك في هذا الموقع وفي شخصي الضعيف.

أيها الفاضل الكريم: من الواضح أنك تعاني من درجة بسيطة من الرهاب الاجتماعي، والرهاب الاجتماعي أحد مكوناته الرئيسية هو القلق، والرهاب الاجتماعي ليس ضعفا في الشخصية، وليس جبنا، وليس إن شاء الله تعالى قلة في الإيمان، إنما هو نوع من الخوف المكتسب نسبة لتجارب سلبية سابقة قد يتذكرها الإنسان أو قد لا يدركها.

أيها الفاضل الكريم: قبل أن أتحدث عن الدواء أقول لك: أن أول العلاجات هو أن تحقر فكرة الخوف، وأن تعرف أنك لست بأقل من الآخرين بأي حال من الأحوال هذه هي النقطة الأولى.

النقطة الثانية: هي أن تلجأ إلى التطبيقات العملية والمتوفرة في مجتمعنا بفضل الله تعالى، وأولها أن تصلي مع الجماعة في المسجد، الصلاة مع الجماعة أسميها بالتعريض الخير، التعريض الذي يجلب الخير للإنسان؛ لأن الإنسان حين يعرض نفسه لمصدر خوفه هذا سوف يؤدي إلى كثير من التطبع الإيجابي.

وكما تعرف -أخي الكريم- أن المسجد هو مكان الأمان، لا أحد ينتقدك، لا أحد يراقبك، على العكس تماما، يستبشر بك الناس، يستبشر بك المصلون، فشاب في مثل عمرك حين يواظب على الصلاة في المسجد هذا فيه خير كثير لك.

النقطة الثالثة: هي أن تمارس أي نوع من الرياضة الجماعية، مثلا المشي مع بعض الأصدقاء، لعب كرة القدم، السباحة، الرياضة فيها نوع من التعريض.

النقطة الرابعة: هي الحرص على الواجبات الاجتماعية، وأن تكون شخصا ذا همة ويد عليا، تذهب إلى الأعراس، تلبي الدعوات، تمشي في الجنائز، تزور المرضى، تزور أرحامك، ترفه عن نفسك بكل ما هو جميل فيما يتعلق بالتسوق، مشاهدة التليفزيون البرامج الطيبة، هذا كله مطلوب وهو كله علاج.

النقطة الخامسة: أن تبني نسيجا اجتماعيا من الأصدقاء، من الأقرباء.

النقطة السادسة: هي أن يكون لك أهداف في الحياة وخطط؛ لأن الإنسان الذي لا أهداف له سوف يحاصر بالخوف ويحاصر بالفشل فاجعل لنفسك أهدافا.

أرجو -أخي الكريم- أن تركز على هذه النقاط لأنها العلاج الأساسي.

بالنسبة للدواء:

أبشرك بأن الدواء جيد، وإضافة جيدة والزيروكسات جيد، وأسأل الله تعالى أن ينفعك به.

ابدأ بجرعة 12.5 مليجرام، فهي جرعة البداية، استمر عليها لمدة شهر ثم اجعلها 25 مليجراما يوميا، وهي الجرعة العلاجية زيروكسات سي آر استمر على الجرعة هذه لمدة ثلاثة أشهر، بعد ذلك خفض الجرعة إلى 12.5 مليجرام يوميا هنا تكون انتقلت إلى الجرعة الوقائية، والتي يجب أن تستمر عليها لمدة 4 أشهر ثم ابدأ في جرعة التوقف التدرجي، وهي أن تجعل الجرعة 12.5 مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم 12.5 مليجراما مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

وأريدك أن تدعم الزيروكسات بدواء آخر بسيط جدا، وهو موجود في مصر الدواء هو فلونكسول، ويسمى فلوبنتكسول، والجرعة المطلوبة هي حبة واحدة في الصباح، وقوة الحبة نصف مليجرام فقط تناولها لمدة شهرين ثم توقف عنه، لكن استمر على الزيروكسات سي آر بنفس الكيفية التي ذكرتها لك.

وأسأل الله تعالى أن ينفعك بكل ما ذكرته لك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات