مشكلة التأتأة عند أخي تحزنني.. فما الحل؟

0 195

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لدي أخ في الـ 15 من عمره، الأول على مدرسته، ذكي ومهذب، لكن مشكلته هي التأتأة وقد بدأت معه منذ الصغر، ولكنها تذهب وتعود وليست مستمرة، أحيانا تكون قوية وملفتة جدا حتى أنه يستعين بحركات رجليه وعينيه حتى تخرج الكلمة بعد عناء، أتألم جدا لأجله خاصة ونحن في مجتمعنا العربي حتى الإنسان الطبيعي يتعرض للسخرية فما بالك بهذه الحالة؟

آخر مرة لم يستطع قول جملة في الهاتف للمتصل حتى اضطر أن يغلق السماعة ويذهب للبكاء، ما لاحظته للأسف أن حالته تزداد سوءا عند بداية المدرسة، وأيضا عندما تكون لديه لعبة، وبشكل عام أصبح منطويا، وكل حياته إلكترونية.

أتمنى إيجاد الحل منكم، وهل هناك خطر من استمرارها حتى أن ثقته أصبحت مهزوزة؟

*ملاحظة: مرة من المرات كان هناك مهرجان في المنطقة وأبناء حارتنا قاموا بالعمل مقابل المال، وأخي أيضا، وكان منشغلا جدا، ومعتمدا على نفسه حتى أن التأتأة انتهت تماما في تلك الفترة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Hana حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا بهذا السؤال عن أخيك الصغير، وعلى اهتمامك به، عافاه الله وأسعده، وأسعدكم معه.

نعم تكثر صعوبات الكلام، ومنها التأتأة عند الشباب، والغالب أن أسبابها نفسية بشكل عام، وإن كانت هناك حالات سببها أسباب عضوية، ومن أدلة هذا ما ورد في سؤالك من أن حالته تسوء عندما يتوتر في بداية العام الدراسي، بينما تحسنت عندما انشغل بالعمل في حارتكم، وربما نسي الأمر.

فكيف يمكنك مساعدته؟
عن طريق عدة أمور، فأولا: حاولوا أن تعاملوه بشكل طبيعي وكأنه لا يعاني من التأتأة، فمثلا لا تستعجلوه بالكلام، ومهما طال الوقت وهو يحاول التلفظ بكلمة أو جملة ما فلا تشعروه أن عليه أن ينتهي بسرعة، فهذا لا يزيده إلا قلقا وتوترا.

وطبعا من الصعب عليكم القيام بهذا، وخاصة عندما تكونوا في عجلة من أمركم، إلا أن هذا هام بالنسبة له.

ومن الطبيعي أن يسبب هذا بعض الحرج النفسي والاجتماعي، وبغض النظر عن سبب صعوبة النطق هذه، ولكن من المعروف أن هذا الحرج يقل مع الوقت.

ومما يمكن أن يعينه الأمور التالية:
• يفيد جدا محاولة التدريب على الكلام والنطق بصوت مرتفع، وخاصة عندما يكون بمفرده في غرفته.

• يفيد أن يسجل بعض المقاطع من كلامه ويستمع إليها مما يعين على رؤية الأمر من زاوية مختلفة.

• عند اللقاء بالناس، ربما يفيده الحديث بشيء من البطء بحيث يتجنب ازدحام الأحرف والكلمات في فمه، مما يسهل خروج الأحرف بالشكل السليم.

• التدريب على تجويد القرآن لإخراج الحروف من مخارجها الصحيحة، وهذه طريقة مفيدة في النطق، وتحقق له أيضا فائدة التلاوة الصحيحة، بالإضافة للاستمتاع بكتاب الله.

• محاولة عدم الضغط كثيرا على نفسه في نطق الحروف والكلمات، فأحيانا المحاولات الشديدة تأتي بالنتائج المعاكسة بسبب القلق والارتباك.

• يمكن في الحالات الصعبة جدا، استشارة خبير نطق وكلام في إحدى المشافي أو المراكز الصحية.

• ولا شك أن اهتمامه بالهوايات والمهارات التي يتقنها يمكن أن ترفع كثيرا من ثقته في نفسه، مما يخفف من القلق واضطراب النطق، وقد أشرت في سؤالك لموضوع الثقة بالنفس.

وفقكم الله ويسر له الخير، وأطلق لسانه بالشكل السليم كما يحب ويتمنى.

مواد ذات صلة

الاستشارات