السؤال
السلام عليكم
أنا شاب بعمر ٢٦ عاما، لم يكن لدي نية للزواج حتى قابلت قريبة لنا لم أقابلها منذ فترة، في حفل زفاف أحد أقاربي، وأعجبت بها جدا، كما أنها على خلق هي وأسرتها، فحاولت أن أتكلم معها لكنها كانت تخجل بشدة، لا أعلم هل هذا إعجاب أم لا؟! بصراحة أريد أن أفاتحها في أمر الزواج بها، ولا أعرف كيف؟!
هل أتحدث معها عبر مواقع التواصل الاجتماعي في هذا الموضوع قبل أن أتحدث مع أهلها؟ أنا محرج خصوصا أن أخاها على علاقة طيبة بي، وأخاف أن يضايقه الأمر.
كذلك لو ربنا أراد وحدث نصيب فهناك مشكلة أخرى وهي أن أباها متوفى، وأخاها ما زال صغيرا، وليسوا على علاقة طيبة مع باقي أقاربهم، لكي أطلب يدها من من؟
شكرا جزيلا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الرغبة في الزواج مسألة جبلية، وحاجة ملحة للإنسان، وذلك لإشباع رغباته وعواطفه، وحكم ذلك كثيرة ليس هذا محل ذكرها.
عليك أن تحرص أن تكون شريكة حياتك صاحبة دين وخلق، لأن هذه الصفات هي أهم صفات المرأة، والدين والخلق صفتان لا تنفكان، فلا ينفعك دينها إن كانت سيئة الخلق، ولا ينفعك خلقها إن كانت بغير دين، والأمر كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام: (تنكح المرأة لأربع لدينها وجمالها ومالها وحسبها، فاظفر بذات الدين تربت يداك)، ومعنى تربت يداك التصقت بالتراب، فلا خير في زوجة لا دين لها ولا خلق، ولا بركة فيمن كانت سبب فقر زوجها.
كونها امتنعت عن مخاطبتك يدل على خلقها الرفيع، فنصيحتي ألا تراسلها ولا تسلك مسالك بعض الشباب الذين يقلدون أعداء ديننا وقيمنا.
إن تيقنت من أن هذه الفتاة قد توفرت فيها صفتا الدين والخلق، وبقية الصفات التي تؤدي إلى استدامة العشرة بينكما، وأردت أن تعرف رضاها من عدمه فليكن عبر أحد محارمك، كأمك وأختك أو غيرهما، فإن أبدت الموافقة فعليك أن تأتي البيوت من أبوابها، وذلك عبر المجيء إلى وليها الشرعي بالطريقة المتعارف عليها في بلدك.
إن كان والدها متوفى وأخوها لم يبلغ سن الرجال فينظر من هو أقرب إليها شرعا، كجدها أو عمها، ويمكن الرجوع في ذلك إلى حصر محارمها، ويستفتى بموجب ذلك أحد القضاة، فلربما احتاج الأمر إلى استصدار حكم يكلف بموجبه أقرب شخص بأن يقوم بعقد النكاح، حتى ولو كانت علاقة أسرة هذه الفتاة مع أقاربها ليست جيدة، وفي حالة تمنعهم من القيام بالعقد فيعقد لك الحاكم الشرعي، فهو بنص الشرع ولي من لا ولي له.
لا تنس أن تصلي صلاة الاستخارة قبل الذهاب للخطبة، وأن تدعو بالدعاء المأثور، فكونك تكل أمر الاختيار لله تعالى خير من أن تجعله لنفسك، لأن الله تعالى لن يختار لك إلا ما فيه الخير، فالله يعلم ونحن لا نعلم، فإن سارت الأمور كما ينبغي بيسر وسهولة فذلك دليل أن الله قد اختارها زوجة لك، وإن تعسرت فهذا يعني أن الله صرفك عنها، فاحمد الله تعالى وكن على يقين أن رزقك سيأتيك.
تضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى أن يرزقك الزوجة الصالحة التي تسعدك وتعينك على أمر دينك ودنياك، وأوصيك بالتفقه في أمور دينك، وخاصة في فقه النكاح والأسرة، لتعرف ما لك وما عليك، وطرق التعامل مع الزوجة، والسبل الموصلة للسعادة، وكيفية حل المشاكل والخلافات الزوجية.
نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.