السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لدي سؤال في غاية الأهمية، وهو يخص الجانب الإجتماعي، وهو عن تعدد الزوجات.
لا يخفى عليكم أن تعدد الزوجات صار أمرا مرفوضا رفضا عجيبا عند النساء المسلمات، رغم أن هذا لم نسمع به عند أسلافنا، لكنه حدث بعد أن دخل الاستعمار الأجنبي بلدان المسلمين.
فلا يمكن أن تكون الغيرة هي السبب، لأن المرأة قديما هي نفسها المرأة حديثا، نفس الخلق ونفس الفطرة ونفس الطبع، فما الدي تغير حتى صارت المرأة المسلمة تتمنى أن يموت زوجها على أن يتزوج بأخرى؟ وأما نساء السلف فلم يكن يقمن للتعدد اعتبارا أبدا، فالرجل يتزوج متى شاء.
أتمنى منكم الإجابة الكافية والشافية.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ yamine حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
تعدد الزوجات أمر مشروع بنص القرآن الكريم، وإنما اختلف الفقهاء، هل الأصل في الزواح التعدد أم التفرد؟ على قولين لأهل العلم، لأن الله تعالى يقول: ﴿وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا﴾.[النساء: ٣].
وغيرة المرأة موجودة قديما وحديثا نحو هذا الأمر، لكن الذي اختلف هو ضعف التدين، والامتثال لحكم الله وشرعه بين النساء المعاصرات ونساء السلف الصالح، ولا شك أن للغزو الفكري آثاره السيئة على النساء في هذا الأمر.
وكذا وسائل الإعلام الهابطة التي تبث سمومها من خلال المسرحيات والتمثيليات التي تبغض الحلال، وتزين الحرام في نفوس الناس، ومنها التعدد، فأثرت تاثيرا سلبيا على الامتثال للحكم الشرعي.
وكذلك من الأسباب التجارب الفاشلة في التعدد لدى بعض الأزواج، والظلم الذي يحصل لبعض الزوجات، وعدم العدل والميل ونحوها، أثرت في نظرة النساء للتعدد بصورة سلبية.
ولو تجاوزنا هذه الأسباب، وتم علاجها بصورة صحيحة لتغير الحال. وذلك لأن التعدد هو الحل الأمثل للمرأة، بسبب ازدياد عدد النساء عن عدد الرجال، من حيث كثرة مواليد النساء، ومن حيث كثرة الحروب والحوادث التي في الغالب يكون ضحاياها من الرجال، وأمام هذه الزيادة هناك ثلاثة خيارات:
1- إما أن العدد الزائد من النساء يجب عليهن التبتل والانقطاع عن ممارسة الشهوة، وهذا حل مخالف للفطرة، ويصعب تنفيذه.
2- إما أن يمارسن الفاحشة بدون زواج شرعي، وهذا مخالف للشرع، وهو الحل الغربي للمشكلة.
3- إما أن يتزوج الرجل أكثر من امرأة، وهذا هو التعدد، وهو الحل الإسلامي للمشكلة.
ولو عمل به المسلمون بطريقة صحيحة بعيدا عن الظلم والجور والميل، وقدموا نموذجا صالحا للناس لخف رفض النساء له، والواقع أن انتشار العنوسة والفاحشة سبب من أسباب رفض التعدد في بعض المجتمعات، خاصة مع ضعف التدين، والخوف من الله، ولو قيل لعانس هل تقبلي بنصف زوج -أي أن تكون زوجة ثانية-، أو تظلي بلا زوج، لقبلت بنصف زوج.
أسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين.