بعدما أوقفت العلاج النفسي تعرضت لانتكاسة.. ساعدوني

0 183

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكركم كل الشكر على ما تقدمونه.
أنا شاب أبلغ من العمر 23 سنة، أصبت بصدمة نفسية أصابتني بالخوف والقلق والوساوس القهرية، وبعد زيارتي للدكتور النفسي تحسنت كثيرا، لكن عندما أوقفت العلاج فجأة حدثت لي انتكاسة، فعدت لاستخدام ساليباكس 20 ملغ حبتين صباحا، وأنافرانيل 10 ملغ قبل النوم لمدة أسبوعين، فشعرت بتحسن بسيط.

كان أول علاج استخدمته هو لوسترال 50، ودقماتيل 50، أرجو منكم المساعدة بوصف علاج آخر، وإعطائي جدولا يوميا لعلاج الاكتئاب.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mansour حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء، قطعا أنت أحسنت بذهابك لمقابلة الطبيب النفسي، ومقابلة الطبيب فيها فائدة كبيرة جدا، أولها: تأكيد التشخيص، وبعد ذلك توضع الخطة العلاجية على أسس راسخة وواضحة، أود أن ألفت نظرك لأمر مهم جدا، وهو أن العلاج يجب أن لا يكون دوائيا فقط، الدواء يساند بنسبة جيدة جدا في تحسين الحالة، في تفكيك الوساوس، وفي أن يكون المزاج أحسن وأفضل، لكن الإشكالية الأساسية أن التحسن الذي يأتي من الدواء وحده لا يكون كاملا ولا يستمر، أي بمعنى أنه إذا توقف الإنسان عن العلاج ربما تحدث له هفوات أو انتكاسات؛ لذا نحن دائما ننصح الإخوة والأخوات الذين يعانون من مثل حالتك، وهي ليست حالات صعبة أنه من الضروري جدا أن يعالج نفسه سلوكيا واجتماعيا وإسلاميا، العلاج السلوكي هو ضرورة هزيمة الفكر السلبي، واستبداله دائما بالفكر الإيجابي، ومشاعر إيجابية، وأن يكون الإنسان أكثر ثقة في نفسه، وأن يستفيد من طاقاته، ولا يستسلم أبدا للاكتئاب، يكون هنالك إصرار على الفاعلية والدافعية، والوسواس يعالج تماما من خلال التحقير، حين تجعله نمطا لتفكيرك وحياتك، سوف تتغير الأمور، وتصبح أكثر إيجابية، وكل إنجاز تنجزه وأنت مصاب بالاكتئاب، أريدك أن تعتبره يساوي 100 مرة لأي إنجاز آخر تنجزه وأنت غير مبتل، وهذا يحسن من دافعيتك، ويؤدي للمزيد من الإنفراد فيما يتعلق بالمزاج.

ويا أخي الكريم العلاج الاجتماعي مهم جدا، بأن تواصل علاقاتك الاجتماعية، وأن تزيد منها، وتكون إنسانا مقدرا لظروف الآخرين وتلبي دعواتهم، وتذهب وتقدم واجبات العزاء، وتذهب للتسوق مهما كان ذلك ضروريا، وتنظم وقتك، صلواتك تكون في وقتها، تقرأ، تطلع، ترفه عن نفسك، أي تضبط نفسك لتعيش الحياة بصورة طبيعية وإيجابية، هذا يبدل الوضع تماما، الله تعالى أعطانا طاقة التغيير، وهذا لا شك فيه، قد تختفي قليلا، وقد تكون غير فاعلة، لكن نفعلها بإصرارنا على تفعيلها، وهذا هو المبدأ العلاجي.

بالنسبة للدواء -أخي الكريم- السبرالكس دواء ممتاز ودواء رائع جدا ،أرجو أن تعطيه الفرصة الكافية ليتم البناء الكيمائي للدواء، ومن ثم يساعدك كثيرا في التحسن -إن شاء الله تعالى- لا داعي للانتقال للزوالفت، أو الدوجماتيل فهذه الأدوية قريبة من بعضها البعض ومتشابها جدا، وكلها -إن شاء الله تعالى- فيها خير كثير.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات