السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب عمري 32 سنة، خطبت منذ 6 سنوات فتاة، وللأسف كانت تحدث بيننا تجاوزات في فترة الخطوبة (ولا أحد يعلم إلا الله) أسأل الله أن يغفر لنا.
ولم يتم الزواج وانفصلنا، ومن وقتها وأنا معرض عن الزواج؛ لأنني أشعر بالذنب مما كنت أفعله معها، ولكن الأهل وكل الأصدقاء ينصحونني بالزواج، ولكني أرفض عقابا لنفسي على ما مضى، فماذا تنصحوني هل أقدم على الزواج أم من الأفضل أن لا أتزوج؟
لا أعرف ماذا أكتب أيضا، لكني في حيرة شديدة في أمري كلما عرضت علي فتاة للزواج أتذكر أخطائي السابقة، وألغي فكرة الزواج، لكني أخشى تقدم العمر، وأن أعيش بدون أي زوجة ولا أولاد، وأخشى أن أموت وتنتهى حياتي بلا أي قيمة.
للأسف يوسوس لي الشيطان عن أفكار الفقر، وعدم الاستقرار بعد الزواج.
بارك الله فيكم أرشدوني، ماذا أفعل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ما حصل منك من تجاوزات مع تلك الفتاة يجب عليك التوبة الصادقة منها، وكثرة الاستغفار مع الندم على ذلك، والعزم على عدم العودة له.
وليس من شروط التوبة أن تحرم نفسك من الزواج مطلقا، فهذا أمر مخالف للشرع، وربما عدم الزواج وأنت شاب يوقعك في محرم آخر بسبب ثوران الشهوة، وعدم تصريفها في أمر مباح!
لذا ننصحك بالبحث عن امرأة صالحة يكون المعيار في اختيارها هو الدين والخلق حتى تسعد معها في الدنيا والآخرة.
ولا تلتفت للخواطر التي تأتيك عند البحث عن الزوجة بسبب ما سبق منك، فمن تاب تاب الله عليه، وكل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون.
واعلم أن الرزق بيد الله سبحانه لا يمنعه زواج، ولا يقربه عزوبية! بل قد أشار القرآن إلى أن من أسباب تحسن حال الفقراء الزواج، فقال سبحانه: {وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم}،[النور: ٣٢]، وما يدريك لعل الزواج يكون سببا لسعادتك وراحتك واستقامتك، وبه تحصل على الذرية الطيبة، وتشارك في عمارة الأرض بطاعة الله وتحصن امرأة بالحلال، وغيرها من فوائد الزواج، فلماذا تحرم نفسك من ذلك لمجرد خواطر ووساوس يلقيها الشيطان عليك.
وفقك الله لما يحب ويرضى.