السؤال
صحيح أني أعيش إلى الآن، ولكن ليس هذا هو المهم، فالأهم من هذا هو أنني منذ خمس سنوات تأتيني هذه الدوخة، ويأتيني ضيق تنفس وألم في الصدر، ذهبت إلى الكثير من أطباء القلب والصدر والباطنية، والكل قال لي أنني سليم، وصرفت الكثير من المال على الأشعات والأطباء، وأنا من أسرة فقيرة والحمد لله.
الخلاصة أن حياتي شبه مدمرة وليس لها قيمة، لا أفكر في الزواج ولا العمل؛ لأنني أعتقد أنني لست على قدر المسؤولية بسبب ظروفي الصحية.
هل هذا عمل أو سحر أم مرض نفسي أم هو مرض عضوي فعلا؟ وهل الانتحار في مثل حالتي حلال؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عايش حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أخي أرجو أن لا تتخذ التشاؤم منهجا ولا فكرا ولا سبيلا لحياتك، فالخير دائما ينتصر على الشر، وأخي الكريم أن يصل بك الأمر أن تسأل هل الانتحار في مثل حالتك حلال!
أخي هذا آلمني كثيرا، الانتحار لا يمكن أن يكون حلالا أبدا، ولماذا يقتل الإنسان نفسه، وقال الله تعالى: (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما).
أخي الكريم: الحلول موجودة، لكنك لم تصل إليها لأنك ربما تكون لم تبحث عنها بصورة لا أقول لك جادة ولكن بشيء من المثابرة، لا أريد أن أرمي عليك أي لوم، فأنت قد ترددت على كثير من الأطباء دون فائدة، وأنا أقول لك أن الحل موجود عند الطبيب النفسي يا أخي الكريم، هنالك جانب نفسي كبير جدا في حالتك، ونعرف أن الدوخة والضيق في التنفس وآلام الصدر كثيرا ما يكون سببها القلق النفسي، أخي الكريم التوترات النفسية تؤدي إلى توترات عضلية وأكثر عضلات الجسد تأثرا هي عضلات القفص الصدري، مما يؤدي للشعور بالضيق والكتمة بضيق التنفس، وبوخزات وآلام في الصدر هذا أمر معروف تماما، والدوخة كثيرا ما يكون سببها نفسيا.
أيها الفاضل الكريم العلاج -إن شاء الله تعالى- متوفر، اذهب إلى طبيب نفسي، وأنت قد تكون محتاج لأدوية بسيطة جدا مثل الدوجماتيل مثلا والذي يعرف باسم سلبرايد دواء رائع وزهيد الثمن، تحتاج أيضا لأحد محسنات المزاج مثل السيرترالين والذي يسمى مودابكس، وفي ذات الوقت أنت محتاج تماما أن تجعل نمط حياتك أكثر تفاؤلا وأكثر تفاعلا، وأن تحسن إدارة وقتك، وأن تجعل لحياتك معنى.
أخي الكريم يجب أن تحسن نسيجك الاجتماعي يجب أن تكون لك أهداف فيما يتعلق بالعمل تحقيق الآمال، ادفع نفسك دفعا، (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).
الله تعالى أعطانا كل السبل والطرق والإمكانيات التي نغير أنفسنا بها، فأرجو -يا أخي الكريم- أن تعيش على الأمل والرجاء ولا تشغل نفسك بأمر السحر، السحر موجود والله تعالى يحفظنا من خلال يقظتنا والتزامنا بذكر الله تعالى، فعليك بالدعاء واتبع ما ذكرته لك من إرشاد، وأنا سعيد جدا برسالتك هذه لأنها بالفعل رسالة مهمة.
أسأل الله تعالى أن ينفعك بما ذكرته لك، وأرجو أن تتواصل معي أخي الكريم بعد شهر من الآن أي بعد أن تقابل الطبيب.
وبالله التوفيق والسداد.