لا أحب زوجي ولا أميل له، فهل أطلب الطلاق؟

0 229

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جزاكم الله خيرا على هذا الموقع، وجعل ما تقدمونه في ميزان حسناتكم، أريد المشورة منكم، ولعل الله ينفع بها.

أنا فتاة عمري 24 سنة، تزوجت منذ أربعة أشهر، وللأسف لم أشعر بالسعادة والارتياح مع زوجي، على الرغم من أنه إنسان خلوق وطيب جدا، لكنني منذ بداية زواجي لم أرتاح، ونفسيتي متقلبة، ولا أحب الجلوس معه كثيرا، ولا أحب وجوده، وإذا خرجت يضايقني اتصاله، وحتى إذا اتصل ليطمئن فقط أتضايق منه، قلت في نفسي إنه سيتغير، وسوف أحبه مع الوقت، وللأسف الوضع ينحدر للأسوأ، أتعبني التفكير.

في الحقيقة لا أحمل لزوجي أي مشاعر، لا مشاعر حب، أو خوف، أو اهتمام، ولا أتمنى الإنجاب منه، وتدور بعقلي فكرة الانفصال؛ وذلك لأنني لا أشعر بأن له مكانا في قلبي، وأنا أفضل أن ننفصل قبل الإنجاب، وأخاف أن أصبر وأصبر وأنجب الأطفال، وبعد سنوات أنفصل، علما أنه يحبني، ما رأيكم؟ وهل من الممكن العيش مع زوج لا أحبه، ولا أتمنى وجوده في حياتي؟

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلم تخبرينا كيف تم زواجك بهذا الشاب، هل أجبرت على الزواج منه أم أنك كنت مقتنعة به لكن حدث ذلك بعد الزواج؟ وهل قلبك متعلق برجل آخر أم لا؟ ولم تخبرينا عن صفات زوجك سوى أنه يحبك وخلوق وطيب، فهل هو محافظ على صلاته؟ وعلى كل حال فدونك هذه الموجهات:

أرى أنك تحتاجين أن ترقي نفسك؛ فقد يكون هذا الشعور الذي تحسينه تجاه زوجك ناتجا عن عين أو حسد أو غير ذلك، فتقلب مزاجك يؤكد ذلك.

بإمكانك رقية نفسك بنفسك، أو البحث عن راق أمين وثقة ليرقيك بحضور زوجك، وقد يتبين لك إصابتك بما ذكرته لك من خلال الرقية.

محبة الزوج والأنس به آية من آيات الله، لا تتخلف أبدا حتى لو لم تكن الفتاة تعرفه من قبل ما لم تكن قد أجبرت عليه، يقول تعالى: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ۚ إن في ذٰلك لآيات لقوم يتفكرون}.

ما ذنب زوجك أن تتعاملي معه هذه المعاملة القاسية، أو تكني له تلك المشاعر؟ وتصوري نفسك مكانه وهو في مكانك فماذا ستكون مشاعرك؟ فعامليه كما تحبين أن يعاملك.

الشيطان الرجيم حريص على التفريق بين الأزواج، وقد تكون الأسباب واهية، لكنه يضخمها، وأحب أعوانه إليه الذين يدنيهم منه من يأتيه فيقول لا زلت وراءهم حتى تطلقا.

أكثري من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، ووثقي صلتك بالله، وحافظي على أداء الصلاة، واجتهدي في تقوية إيمانك من خلال الإكثار من الأعمال الصالحة؛ فهي توهب لك الحياة الطيبة كما قال تعالى: {من عمل صالحا من ذكر أو أنثىٰ وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ۖ ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون}.

استعيني بالله تعالى وتضرعي بالدعاء بين يديه وأنت ساجد، وسليه أن يحبب زوجك إلى قلبك، وأن يؤلف بينكما، فمن استعان بالله أعانه، ومن اجتهد في عمل الأسباب وفقه قال تعالى: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ۚ وإن الله لمع المحسنين}.

قد يحب الإنسان شيئا وفيه شر له، وقد يكره شيئا وفيه خير له، كما قال ربنا الرحيم: {وعسىٰ أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ۖ وعسىٰ أن تحبوا شيئا وهو شر لكم ۗ والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.

أكثري من تلاوة القرآن الكريم، وحافظي على أذكار اليوم والليلة يطمئن قلبك كما قال تعالى: {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ۗ ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.

اصبري فالصبر عاقبته خير، قال تعالى: {إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين}، وتأني في أمرك ولا تتعجلي يقول نبينا -عليه الصلاة والسلام-: (التأني من الله والعجلة من الشيطان).

من بطر نعمة الله عليه عاقبه الله بعدم التوفيق، فأنت تمدحين زوجك ولم تشتك منه بشيء، ولم تذكري سببا واحدا من جهته يكون سببا في طلبك للطلاق، وهذا يدل على أنه رجل مناسب لك، فأخشى ألا توفقي في حياتك إن بطرت هذه النعمة، فكثير من النساء أذاقهن أزواجهن المر من سوء عشرتهم.

تذكري نظرة المجتمع القاسية للمطلقة، وعزوف الشباب عن الزواج بالمطلقات، فقد يدعوك ذلك لإعادة حساباتك، ويجعلك تراجعين نفسك وتقدرين بين المصالح والمفاسد.

اقتربي من زوجك وبادليه مشاعر الحب والود، وابتدئيه بالكلام العاطفي، وأدخلي السرور إلى قلبه محتسبة الأجر عند الله، وشاركيه همومه، وقومي بواجباتك نحوه، فبعدك عنه هو الذي يولد لك الجفوة والنفور، ويأتيك الشيطان ليوسوس لك بتلك الخواطر السيئة.

اعزمي على البدء ولو بشكل تدريجي، فإن دارت العجلة بأول خطوة ستصلين إلى هدفك -بإذن الله-.

الحب يتوطد بين الزوجين مع مرور الأيام، ويكبر مع تقدم سنهما، فحب عشرة أعوام أقوى من حب خمس سنين وهكذا.

تركيز تفكيرك بهذا الموضوع، والرسائل السلبية التي تصدرينها لعقلك لها أثر بالغ في تعامل عقلك معها، فعقلك الآن يتعامل وفق تلك الأفكار والرسائل، وتصدر أفعالك وتصرفاتك وفقه، فغيري تلك الرسائل، وفكري تفكيرا إيجابيا، وستجدين -إن شاء الله- تغير في أحاسيسك وعواطفك تجاه زوجك.

إنجاب الأولاد يوطد العلاقة بين الزوجين، فهو رابط قوي بينهما، وهمزة وصل إيجابية في تقوية وتجذير المشاعر.

نسعد كثيرا بتواصلك في حال أن استجد أي جديد في حياتك، ونسأل الله تعالى أن يؤلف بين قلبيكما، وأن يقذف حب زوجك في قلبك، ويرزقك الحياة الطيبة الهادئة والمستقرة إنه سميع مجيب.

مواد ذات صلة

الاستشارات