السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يعطيكم العافية، وشكرا على موقعكم الذي ساعدنا كثيرا في حياتنا.
أريد أن أسأل دكتورنا الاخ الكريم د. محمد عبد العليم عن حالة ابني ( 8 سنوات)، وهي أني أشك أن عنده فرط الحركة وتشتت، وعدم التركيز؛ لأنه يسرح كثيرا، وعصبي جدا، ويغار من أخته الصغيرة، ويقوم بضربها ومنفعل جدا، وينطق بكلمات قبيحة عند عصبيته، وفي العادة هو ليس جديا، ويمزح ويسخر ويضحك ومستواه الدراسي ليس جيدا بسبب سرحانه، وصعوبة التفكير لديه.
علما بأن له أخ عنده فرط الحركة، وتشتت الانتباه، وله سنة ونصف يأخذ ريتالين، عمره (12 سنة )، وحالته جيدة، فعرضت ابني (8 سنوات ) على نفس الدكتور الأخصائي نفسية أطفال، ووصف له الريتالين لمدة أسبوع واحد، وراقبه، لكني أخبرته بأنه أصبح عنده هوس الضحك الزائد، فقال: أوقفيه، لم يناسبه الريتالين، والضحك عرض من أعراض هذا الدواء، فوصف له علاج risdone نصف حبة لمدة شهر، ويراقبه وهذا الدواء لعلاج الذهان والهوس والفصام، ولم يشجعني أحد عليه.
بحثت في النت عن شيء يخص هذا الدواء، أو استشارة من قبلك فلم أجد، فوجدت فيديو لطبيب سعودي يقول ليس مناسبا إلا للأطفال الذين لديهم (تخلف عقلي) فقط فذهلت! لأني ابني ليس لديه تخلف عقلي ( فقط مثلما شرحت لك آنفا ) هل تشخيص الطبيب دقيق، ووصفه للدواء صحيح؟
ما رأيك يا دكتور؟ وما الدواء المناسب له؟ (وما حالة ابني)؟ فأنا أثق بمشورتك يا دكتور جدا إلى أبعد الحدود، ولي استشارات عديدة في الموقع أكثرها في قسمك -والحمد لله- بفضل الله، ومن ثم بفضلك تجاوزت مشاكل كثيرة، أتمنى أن تجيبني بسرعة على سؤالي؛ لأني خائفة كثيرا من هذا الدواء، ومضطرة أن أعطيه إياه لحين إجابتك لأسئلتي.
لك جزيل الشكر، وجزاك الله خيرا،
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشكرك -أختي الكريمة- على التواصل مع إسلام ويب، والثقة في هذا الموقع، وفي شخصي الضعيف وبارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونسأل الله تعالى أن ينفع بنا جميعا، وأسأل الله تعالى أن يحفظ لك ذريتك، وأن يجعل أبنائك قرة عين لكما.
أيتها الفاضلة الكريمة أنت أحسنت بأن عرضت أبنائك على طبيب مختص، طبيب نفسي، ومختص في الطب النفسي للأطفال، أظن سوف يكون الأحسن والأفضل لتشخيص حالة هذا الابن ووضع الخطة العلاجية له، أنا لاحظت أن هذا الابن حفظه الله كما تفضلت من الأصل يميل لشيء من المزاح والضحك، ونفسه تميل للانشراح، مع شيء من العصبية وكثرة الحركة، وتشتت الذهن.
لا أريد أن أزعجك أبدا، لكن الذي يظهر لي أن هذا الطفل في الأصل ربما يكون لديه حالة هوسية بسيطة، ومن اطلعاتي وتجاربي السابقة، وحديثي مع الكثير من زملائي المختصين في الطب النفسي للأطفال ذكروا أنهم قد شاهدوا في بعض الأحيان أطفالا يعانون من الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية وهم في عمر السابعة، فربما يكون ابننا العزيز هذا في الأصل لديه شيء من الهوسية البسيطة التي تصيب الأطفال.
أختي الكريمة: كلامي هذا يجب أن لا يزعجك، أنا ذكرته بمقتضى الأمانة العلمية، وليس هناك ما يمنعك أبدا من أن تستفسري من طبيبك المعالج، خاصة أنه زميل مختص في الطب النفسي للأطفال، وأنا متأكد أنه سيكون مفيدا لك جدا، وسوف يوضح ويفسر لك هذا الموضوع أكثر مما أقوم أنا؛ لأنني قطعا لم أفحص الطفل وبالرغم من خبرتي السابقة في طب النفسي للأطفال إلا أن هذا الأخ الطبيب الذي قابله قطعا ستكون له خبرات كبيرة معتبرة.
وإذا كان الطفل بالفعل لديه شيء من الهوسية البسيطة، فعقار رزبيريادون سيكون ممتازا بالنسبة له، هل يحتاج لأحد مثبتات المزاج كالتجرادول مثلا، أو جرعة صغيرة من الدباكين هذا أيضا أمرا خاضع تماما للنقاش، وأود أن أفيد أننا نشاهد بعض حالات الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، وتظهر جلية بقطبها الهوسي لدى بعض اليافعين، ونجد أن عددا منهم أصلا كان لديه متلازمة فرط الحركة حين كان صغيرا، فالاتجاهات تشير الآن أن قلة قليلة من الذين يعانون من فرط الحركة، وتشتت التركيز ربما يكونون عرضه في المستقبل للاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، وهم قلة قليلة، والكلام هذا لا يزعجك حيال ابنك الأول.
إذا الرزبيريادون سيكون عقارا صحيحا في هذه الحالة، وأنا أعرف طفلا عمره 5 سنوات يتناول هذا العقار، فيجب أن لا نحرم هذا الابن من العلاج، وتواصلي مع الطبيب.
وبالنسبة لسلامة الرزبيريادون فهي مضمونة ومعروفة فقط هي أن تحسب الجرعة، والدواء يوجد في شكل حبوب، وكذلك يوجد في شكل سائل، وتحسب الجرعة حسب وزن الطفل، فلا تتهيبي ولا تنزعجي أبدا فيما يتعلق سلامة الدواء، ونحن الآن -الحمد لله تعالى- نعيش في فترة الضوابط شديدة جدا على سلامة الأدوية، والتأكد من ذلك قبل أن تصرف أو يصرح بها.
إذا مرة أخرى الدواء سليم وأصلا قد وجد لتناوله لمن يحتاج إليه ومنهم الأطفال مثل طفلنا العزيز هذا، والدواء يعطى لأسباب مختلفة منها فرط الحركة، منها الاضطرابات السلوكية، منها العناد الشديد عند بعض الأطفال، وكذلك بالنسبة للأطفال الذين يعانون من اضطرابات ذهانية أيا كان نوعها، فهو دواء شامل مفيد وسليم، فأسأل الله تعالى أن ينفع به ابننا هذا، وعليك بالمتابعة مع الطبيب وحساب الجرعة حسب وزن ابننا هذا حفظه الله.
وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.