السؤال
السلام عليكم.
شكرا لمجهودكم في خدمة هذه الأمة، وجعله الله في موازين أعمالكم.
أنا أعاني منذ شهرين من دوخة، وألم في العظام، وارتفاع ضغط مفاجئ، وقمت بعمل 10 تحاليل أو أكثر؛ نظرا لوجود ألم في الصدر، التحاليل كانت سليمة، ولكن نسبة الصوديوم منخفضة -130-، فأعطاني الطبيب محلول بودرة كي أذوبه في الماء لزيادة الصوديوم، وبالفعل قمت بذلك إلا أن الضغط ارتفع فجأة إلى 100/160، فقمت بشراء حبوب تينورمين 50 مغ وتناولت منه حبة، وبعدها امتنعت عن شرب المحلول، واتبعت حمية خالية من الصوديوم؛ خوفا من الضغط، مع العلم بأنني لست مصابا بالضغط ولكنه أصبح يرتفع يوما بعد يوم.
ماذا أفعل؟ كيف أزيد من كمية الصوديوم دونما تأثير على الضغط؟ وهل أستمر في أخذ حبة الضغط؟ علما بأنني قد استخدمت خلال أسبوعين 7 حبات من هذا الدواء، أرجو النصح والمشورة.
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو زين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
في الأحوال العادية لا ينخفض مستوى الصوديوم في الدم، ولا يصح أن نحكم على انخفاض مستوى الصوديوم من مجرد عمل تحليل لمرة واحدة، وهناك الكثير من الحالات التي تنخفض معها الصوديوم مثل: بعض الأدوية النفسية، ومسكنات الألم لفترة طويلة، ومدرات البول، كما أن الصوديوم قد ينخفض مع نوبات الإسهال الحادة، والقيء في النزلات المعوية وما يتبعها من حالة الجفاف، أو شرب كميات كبيرة من الماء؛ مما يعطي انطباعا بنقص الصوديوم، كذلك فإن الكسل في وظائف الغدة الدرقية وبعض أمراض الغدة الكظرية قد يؤدي إلى انخفاض مستوى الصوديوم.
وقضية انخفاض الصوديوم تتناقض مع مسألة ارتفاع الضغط، والمفروض أن يرتفع الصوديوم مع ارتفاع الضغط أو على الأقل يظل في مستواه الطبيعي، ولذلك قد يكون لارتفاع الضغط علاقة ببودرة الصوديوم التي تناولتها لرفع نسبته في الدم، ولا يصح تناول علاج الضغط بعد قراءة واحدة، ولا يصح الحكم على انخفاض مستوى الصوديوم من قراءة واحدة، بل يجب إعادة التحليل، وإعادة قياس الضغط.
وارتفاع الضغط فجأة قد يأتي من حالة قلق أو توتر، ولا يصح تناول حبوب الضغط لمجرد قياسه مرة واحدة، بل يجب قياس الضغط في أجواء ثابتة قبل تناول المنبهات من القهوة والشاي، وقبل التدخين إذا كنت مدخنا، وبعد الجلوس في العيادة أو المركز الطبي لعدة دقائق؛ حتى يقل التوتر من التواجد في ذلك المكان، ثم تسجيل قراءات قياس الضغط قراءة كل ثلاث أيام لعدد 4 قراءات، ولذلك يجب التوقف عن تناول الحبوب، وإعادة القراءات مرة أخرى.
وإذا ظل الضغط مرتفعا مع تثبيت العوامل السابقة فيجب العمل على تغيير نمط الحياة من خلال الإقلال من الملح، وتجنب المخللات، ومنع التدخين في حالة التدخين، وممارسة الرياضة بشكل يومي ومنتظم، والبعد عن التوتر والانفعال، وتحليل نسبة الكوليستيرول والدهون الثلاثية، وعمل حمية غذائية في حالة ارتفاعهما، والإقلال من الدهون في الطعام، وتسجيل القراءات للضغط يعتبر الخطوة الأولى والمهمة في متابعة وعلاج ضغط الدم المرتفع.
وفقك الله لما فيه الخير.